النزاهة والفساد

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما تتحدث الأرقام، تصمت الأقلام.

ذلك قول يضع نقاطاً على جميع الحروف الناقصة، فنكون غير محتاجين إلى تفسير أو توضيح أو «سفسطة» فلاسفة، تبرأت الفلسفة منهم منذ زمن طويل، ولا يمكن لأعمى البصر والبصيرة، أن يناطح حقيقة تؤكدها مؤشرات دولية، وتثبتها نتائج ملموسة.

قد نتجادل على شيء بني في الأساس على ادعاءات صادرة عن أشخاص لا يمثلون حتى أنفسهم، وقد نقضي أياماً ونحن نبحث عن حجج تسند كلامنا، فنكتب ونكتب ونكتب، حتى تتعب أيدينا، وتعجز عن حمل القلم، ويكون ذلك في المسائل التي تقبل الجدل، أما إذا جاءت تقارير منظمات وهيئات عالمية، بُنيت على تقييم خاضع لمعايير ثابتة، تصبح الأرقام الواردة، مثل السيف القاطع، نقطة فصل وإثبات لا تقبل النقاش.

أقول ذلك، حتى أطرح قضية الفرق الشاسع بين تأثير الأمطار والسيول خلال الأيام الماضية على دولة الإمارات، وبلدان أخرى، وحتى لا يظن بعض الأشقاء أنني أقصد دولهم، أؤكد أن كلامي ينسحب على نتائج الأمطار في أمريكا العظمى وأوروبا، ذات التاريخ الحضاري والرفاهية المفرطة، ومعها أي دولة في أي بقعة من بقاع العالم، لم تحتمل بضع سنتيمترات تساقطت عليها خلال يوم ماطر، فهذا الذي صنع الفارق، يعود إلى مؤشر النزاهة والشفافية المعلن قبل فترة، والذي وضع الإمارات على رأس قائمة الدول الشرق أوسطية في محاربة الفساد، وفي المقدمة بالنسبة لدول العالم، فنحن هنا، لا نعرف «المناقصات الوهمية»، ولا نعرف «المشاريع المنفذة على الورق»، ولا نسمع عن «النسب المحجوزة» لكبار المسؤولين، ولم يمر علينا أسلوب «تعطيل التنفيذ»، لتعديل المواصفات وزيادة الكلفة، في كل مشاريع البنية التحتية، فالفساد يكاد يكون صفراً في بلادنا، ومرة أخرى، سأقول إنني لست منحازاً لبلادي، ولكنني أسجل حقيقة، فإذا كان هناك انحياز، فهو لكل الذين عملوا بإخلاص، ليقدموا هذه الصورة الجميلة، ويؤكدوا مكانة سجلت باسم الإمارات.

Email