يا ناثر الورد والريحان شكراً

ت + ت - الحجم الطبيعي

جادت قريحة محمد بن راشد، الشيخ الشاعر، صاحب الكلام العذب والمعاني الجياشة، ومحرك الإبداع في كل ميدان خاض في بحره، وهو واثق بأنه قادر على تحقيق الأحلام وما بعدها، بمناسبة العام الجديد، وهو عام التحديات الذي تراودنا الأحاسيس بأننا سندخل معه مرحلة جديدة، مرحلة إبهار تفوق كل ما قدمنا حتى الآن وجعلنا العالم يتحدث عن منجزاتنا.

«عام جديد – عام سعيد»، رسالة محبة وتذكير ورسم ملامح المستقبل، قصيدة شعر كتب القلب الكبير كلماتها، وهو ربان السفينة، من يمسك بالدفة، وحامل الشمعة التي تنير الطريق، أهداها لشعبه وناسه ومن يحتويهم الوطن، يفتتح «الخمسين» الأخرى التي وضعت قواعدها، وشيد فوقها البنيان «ما نختلف ما تخاف ما نلين، ولا نحب للعليا خسارة، حتى «نكمل السير بجدارة»، فهو أحد رموز هذه النهضة، ويعرف جيداً أن البلاد أصبحت متوحدة لا تقبل أو تسمع كلام الوشاة، وأن لها قادة لا يهابون الصعاب، ولا تلين عزيمتهم، إذا طلبوا العليا لم يحسبوا الربح والخسارة، «على نهج لآباء ماضين بعزوم وإبداع وشطارة»، فالثقة بالنفس هي التي رسخت المبدأ الذي رسمته أيادي الآباء المؤسسين، والمسيرة مستمرة.

«لا يهمنا كيد المعادين جيش لنا يحمي دياره» و«تاريخنا حافل بماضين عطاهم التاريخ شاره» و«الحاضر ورود ورياحين وقلوبنا فيها جسارة»، هنا التذكير، ولن أقول التحذير، تذكير لكل معاد يكيد في الظلام بجيش يحمي دياره، وبتاريخ حافل، يثبت بأن هذه الأرض عصية في وجه كل من يبيت نية السوء والشر تجاهها، «با فعالنا نعطي براهين مب بالكلام وبالفشارة»، والأفعال شاهدة، تغطي عين الشمس من شدة وضوحها، وهي برهاننا، فنحن لسنا أصحاب كلام وادعاء، فما أجمله من قول، ليت من في آذانهم وقر أن يسمعوه، أما سموه وقادة بلادنا جميعاً فهم كما قال شيخنا «ما نسمع أقوال المواشين أهل الفشله والعثاره»، لأننا وبكل مودة ومحبة، وبقلوب متآلفة «متماسكين إشمال ويمين بالاتحاد وباقتداره».

روعة القائل، وإبداع الشاعر، ونهج القائد، تجمع في بضعة أبيات تختصر حاضراً ومستقبلاً بنيا على ماض تليد، وهذا هو القول الفصل.

Email