لا يريدون عالماً مسالماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتجه العالم نحو التعايش السلمي، ويبني جسور التسامح حتى مع الذين كانوا خصوماً، الشعوب ملت من الحروب والعداوات القائمة نتيجة تصرفات أنظمة وقيادات ما زالت تعيش في الماضي، فالناس لا يريدون غير العيش في ظل ظروف، توفر لهم الحياة الكريمة رزقاً ومأوى ودواء واحتراماً للمشاعر»، لا يريدون أبطالاً، ولا يرغبون في الموت من أجل نظريات خادعة وكاذبة، لا يهدرون دماء غيرهم حتى لا تهدر دماؤهم، إذا طلبوا الحرية رضوا بأدناها، بتركهم في حالهم، يديرون شؤونهم بأنفسهم، ويعتقدون بما يرونه حقاً، دون تدخل من الغريب، ودون توجيه من أصحاب العقائد الأخرى، ودون فرض توجهات تنافي ما يؤمنون به، ولكن هناك فئات، بعضها سرية، وقليل منها تعمل علانية، لها رأي آخر، فالسلام العالمي يتعارض مع مصالحها، وتعايش الجيران مع بعضهم البعض يفشل مخططاتهم، ويقلل من مردود بضائعهم، فهم يتاجرون في الموت لا الحياة، ويقيسون أرباحهم بعدد الجثث التي تتساقط هنا وهناك، حتى لو تدثروا بأغطية دينية وعقائدية، ظاهرها الإيمان، وباطنها اتباع مسار الشيطان، هم باعة جائلون، منهم تجار السلاح، والسلاح بحاجة إلى أعداء يتصارعون على «بئر ماء» أو أرض قاحلة، وهم تجار مخدرات، والمخدرات تنزع من القلوب كل ما يهذبها، ويجعلها محبة للآخرين، وهم تجار الدواء، فالدواء إذا نقص زادت الأحقاد داخل النفوس، وهم جميعاً يكملون بعضهم البعض، وتخدمهم شبكة تسللت إلى مفاصل الدول ومجتمعاتها، وتحمل معاول على شكل أفكار تطرح أو برامج تنتج أو فئات تستحدث، لتحدث الفوضى، وتثير التساؤلات والرغبات بين الشباب، وتخلط الانحراف بالسلوك السوي، لتنسخ بشراً جدداً ينتمون إلى الخواء!

العالم ليس نسخة متكررة، والفكر الغربي بكل انحرافاته لا يمكن أن يسود، وإثارة المشاعر ليس في مصلحة أحد، ومعتقدات الناس لا دخل للأغراب فيها، فالعقيدة عند كل شعوب الأرض هي الحياة والموت.

Email