بن سليم نموذجاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأ محمد بن سليم علاقته بالسيارات، مثل كل الشباب الذين أحبوا السرعة والحركات الاستعراضية، ثم ميز نفسه، وترك التصرفات المسببة للإزعاج والمشاكل، وحوّل اهتمامه إلى هواية، تطورت مع الأيام حتى أصبح محترفاً.

شارك بن سليم في سباقات السيارات، ونظم مع غيره من المهتمين، البطولات المحلية، واستطاع أن يحصد المراكز الأولى خليجياً وعربياً، وأسس اتحاداً لهذه الرياضة الراقية، ووضع اسم بلاده على خريطة السيارات وبطولاتها، منذ وقت مبكر، ولم يشكُ يوماً، بل واصل طريقه حتى وصل إلى ما وصل إليه قبل بضعة أيام، باختياره رئيساً للاتحاد الدولي، في خطوة تكلل جهوده لأكثر من 40 عاماً، وتقدم لنا نموذجاً، لما يمكن أن يقدمه المواطن، إذا توفرت له وسائل التدريب، والإمكانات في الرياضات الفردية، التي ظُلمت كثيراً، نتيجة تركيزنا على الألعاب الجماعية، وفي مقدمها كرة القدم، المستحوذة على نصيب الأسد.

الألعاب الفردية، هي التي منحتنا الميدالية الذهبية في الأولمبياد، من خلال الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم في رياضة السلاح، وهي التي حققت لنا بطولة العالم في الشطرنج، بواسطة اللاعب سعيد أحمد سعيد، وكان ذلك أيضاً قبل أربعة عقود، إذا لم تخني الذاكرة، وبطولة محمد خليفة القبيسي في البولينغ، فهؤلاء لم يتعب عليهم أحد، هم تعبوا على أنفسهم، وهم أصروا على مواصلة السير في الطريق الذي رسموه لأنفسهم، لا جماهير، ولا صرف ميزانيات بالملايين، ومساندة صورية من أندية أو اتحادات، وكانت هناك حالات واعدة في تنس الطاولة والجري والسباحة والقفز والدراجات والبلياردو، وحطمت آمالها قرارات الأندية، بتحولها إلى كرة القدم فقط.

الألعاب الفردية، حققت لنا ما لم تحققه الألعاب الجماعية، وهنا، نسأل عن المؤسسة الاتحادية المسؤولة، وعن المجالس الرياضية المحلية، وعن اللجنة الأولمبية، وعن الأندية التي كانت ذات يوم رياضية، ونقول، لماذا لا تتبنون المواهب الواعدة، وتدفعون بها إلى مضامير وصالات المنافسة؟!

Email