حفظنا الدرس

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعيداً عن ابتزاز شركات الأدوية العالمية الكبرى واستغلالها للفرص لتزيد أرباحها، وتجنباً لحالة الذعر، التي نُشرت بين كل البشر عند ظهور فيروس «كورونا» في بدايات 2020، أعتقد أننا تحصنا جيداً ضد كل المتحورات، ما ظهر منها وما بطن، فالتجربة علمتنا، وبصراحة، حديثي هذا يخصنا نحن هنا في دولة الإمارات، ولا أتطرق للدول الأخرى، سواء كانت جارة أو بعيدة ببعد نيكاراغوا أو تيمور الشرقية أو غينيا الجديدة.

فنحن لنا تجربة نفتخر بها، منذ لحظة الذروة، وحتى بلغنا- بحمد الله- وجهود قيادتنا وتضحيات خطوط الدفاع المتقدمة إلى ما دون الخمسين في الإصابات اليومية الجديدة، وأصبحت الوفيات في حدود حالة أو اثنتين أسبوعياً.

دعونا نترك المستشار «فاوتشي»، بمواقفه المتأرجحة بناء على طلبات الإدارات الحاكمة في الولايات المتحدة، ولا نعتمد على تصريحات رئيس منظمة الصحة العالمية، الذي لا يحفظ اسمه لصعوبته، فهذه منظمة تصحو عندما ينام الآخرون، وتنام عندما يحتاج إليها العالم كله.

ولا تملك القدرة على مواجهة جائحة بحجم «كورونا»، ولم تستطع أن تكتسب أي خبرات طوال العامين الماضيين، ولم تخجل وهي ترى دولاً تلعب أدواراً تفوق دورها في المواجهة مع «كورونا»، وسمحت لدول طامعة بفرض معايير خاصة لتراخيص استخدام اللقاحات، متخذة جانب ما تنتجه هي وشركاتها، ومعلنة حرباً ضد اللقاحات الأخرى، وكانت النتيجة حرمان فقراء العالم من الحصول عليها، ولم تسأل الذين سمحوا للقاح الصيني أو الروسي مؤخراً عن أسباب منعها لأكثر من سنة!

نحن هنا كنا أول المتحركين، وأول المطعمين، وأول الخارجين عن التبعية المضرة بالبشرية، وأول الداعمين للفقراء والمحتاجين لمعدات الوقاية والمساعدة في العلاج واللقاحات، وأشد الدول صرامة في مواجهة هذه الجائحة، ولا نزال، وقد خففت القيود الأكثر التزاماً بتطبيق الإجراءات الاحترازية، وسنتعامل مع أي متحور بروح الفريق الواحد لنتجاوزه، فقد استفدنا من الدروس، التي تعلمناها في الأشهر الماضية.

Email