ويتساءل المرجفون

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيرون ضـــربوا أخماسـاً في أسـداس وهم يرون محمــد بن زايد في العاصمة التركية، بعضهم نعرف أنهم خائفون مما تخفيه الأيام، والبعض الآخر لا ندري لماذا هم مستاؤون من الزيارة رغم ما تحمله من مؤشرات خير للبلدين والمنطقة كلها.

الفئة الأكثر خوفاً هي تلك المنتمية لتنظيم الإخوان الإرهابي، وفي مقدمتها القلة القليلة التي تعد على أصابع اليدين الهاربة من الأحكام القضائية الصادرة بحقها في الدولة، فهؤلاء كانوا يعتقدون أنهم يعيشون في أمان هناك، وتحت حماية قيادات التنظيم الهاربين من مصر وغيرها من الدول، بعد معاناة الفوضى التي أحدثوها منذ ربيع 2011، فهؤلاء أنفسهم يرتجفون وهم يرون غمامة سوداء متجهة نحوهم، فهم ليسوا آمنين على أنفسهم ومستقبل تواجدهم في الأراضي التركية التي نقلوا إليها العدوى وأصابوا اقتصادها بالمرض الذي يحملونه أينما حلوا.

والفئة الأخرى تحتاج إلى تحليلات نفسية وليست سياسية حتى نسبر أغوارها، فهي إما أن تكون واهمة، وإما أنها تعيش في ظل معتقدات غير صحيحة، ربما تشاركنا جميعاً في نشرها بحسن نية، فترسخت في أذهانهم، فالعالم اليوم لا تقاس مكانة دولة بالأمتار والأشبار، بل بالسمعة الحسنة القائمة على الأفعال، وهي، أي الأفعال، يكمن ثقلها في مصداقيتها والوفاء بعهودها، وزيارة «مهندس» السياسة الإماراتية و«ميزان» المواقف الصادقة والتحالفات الشفافة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لتركيا ليست وليدة اللحظة، بل ثمرة لجهود ومبادرات أطلقها سموه لإعادة الأمور مع تركيا وغيرها إلى طبيعتها، بعيداً عن «التشنجات» المكروهة في عالم السياسة والعلاقات بين الدول، وقد قاس سموه حجم تركيا من خلال مجريات الأمور، وليس مساحتها، ووزن رجب طيب أردوغان ثقل الإمارات من خلال مواقفها وكلماتها الصادقة ووعودها التي لا تخلف، فكان اللقاء الذي مسح «الشوائب» العالقة، وأعاد لصفحات العلاقات بين البلدين بياضها.

كم هم ضعاف أولئك المرجفون، فدعهم يتساءلون.

Email