يريدونه برخص التراب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يريدون انتعاشاً اقتصادياً بعد الجائحة، فهم في مرحلة التعافي، مثلهم مثل كل دول العالم، ولكنهم مختلفون، فهم المنتجون، هم الصناع، وهم المتاجرون بكل شيء، المحتكرون للغذاء، والتقنيات الحديثة، والآليات الصغيرة والكبيرة، وللسيارات بأنواعها، وما زالوا يطلبون، ولا يشبعون.

تلك الدول الغنية، وعلى رأسها سيدة العالم، فهي لا تزال «تأمر وتنهي»، وتظن أن الجميع سيقول لها «سمعاً وطاعة»، هي الولايات المتحدة، ومن خلفها أوروبا، بعد فضائح معالجة أزمة «كورونا»، والهروب من أفغانستان، وفتح جبهات جديدة للنزاعات الدولية، من بحر الصين إلى مشارف أستراليا، ومن القرم إلى فنزويلا، إنها الدولة العظيمة التي تطلب نفطاً رخيصاً لتشغيل آلتها الصناعية والإنتاجية، وتصدر أمراً إلى «أوبك» وكل الدول الأخرى لزيادة الإنتاج، تريده بالسعر المتأرجح ما بين 40 إلى 50 دولاراً، حتى ينتعشوا، ولا يهمها أن يكون اقتصاد الدول التي توفر الطاقة للعالم يقف على خط العجز، دخلهم لا يغطي احتياجاتهم، فتلجأ الدول المالكة لتلك الثروات إلى تأجيل مشاريع التنمية، وإعلان حالات تقشف مشددة، وحرمان المحتاجين من شعوبها من عيش حياة كريمة، فقط حتى يعيش الأمريكي المُرَفَه في «بحبوحة» الثراء والاستقرار، ومعه الأوروبي، الذي ما زال يعيش في خيرات ما نهب سلفه الاستعماري من البلاد، التي ما زالت تعيش في أدنى مستويات البشر، وأرضها تزخر بالثروات.

منذ الثمانينيات وأسعار النفط ترتفع قليلاً، ثم تعود إلى الحد الأدنى، يصرخون إذا ارتفع سعره بضع سنتات، ولكنهم لا يسألون عن أسعار بضائعهم، عن السيارة التي كانت بقيمة 150 ألف درهم عام 2002، وأصبحت قيمة الإنتاج الجديد لعام 2022 تقارب 600 ألف درهم، وعلب الغذاء التي كانت بدرهمين قبل عشر سنوات أصبحت بعشرة دراهم اليوم، والنفط يحصلون عليه بأرخص الأسعار، وهذه معادلة غير متوازنة، وغير عادلة.

Email