جهد وعرق ووقت وصحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

دولتنا، والحمد لله، حققت منذ الاستقلال والاتحاد وبدء مرحلة الانطلاق وحتى الآن، إنجازات عند غيرنا ما تزال أحلاماً وأمنيات، وأصبح الكل يشير إلينا مستشهداً بما يراه أو يسمع عنه، ومطالباً بأن يكون لديه بعض ما لدينا.

ما تسمعونه من بعض الأشخاص في ندواتهم أو محاضراتهم أو لقاءاتهم التلفزيونية، وحتى في تغريداتهم، ليس مجاملة، وليس وراءه مطلب شخصي، فهم يقارنون، ومتى ما قارنوا ظهرت لهم الحقيقة، واضحة وضوح الشمس، فهؤلاء يتحدثون عن إنجازات شامخة، يرونها رأي العين، يتلمسونها فيجدونها حقيقة وليس خيالاً، وينادون، يستصرخون الضمائر الحية، ويوجهونهم، ثم يتساءلون لماذا هم استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوه في بلادهم ونحن لم نستطع؟ لماذا تحمسنا في البداية ثم توقفنا؟ ولماذا تراجعنا إلى المراكز المتأخرة في إقليمنا؟

إنها الحقيقة ماثلة أمام العالم أجمع، فهذه الدولة منذ لحظة دوران عجلة البناء والتنمية انطلقت وليس في ذهن قادتها غير إسعاد أبنائهم، نظرة الأب المسؤول والحريص على توفير الحياة الكريمة لمن تولى مسؤولية رعايتهم، هي القاعدة التي بني عليها كل ما نراه، ومن يستطيع أن ينسى ما رآه وهو صبي وشاب ورجل حتى بلغ الكهولة، زايد يضع «نعليه» تحت ذراعه، وتغوص قدماه في الرمال، وهو يخطط لبناء هذه الدولة، من واجهة هذه الدرة التي تزهو على ضفاف الخليج، أبوظبي المتربعة على عرش العواصم في العالم كله، إلى أعماق الصحراء التي أنبتت مدناً وواحات، جهد وعرق ووقت وصحة، ذلك هو الثمن الذي دفعته وما زالت تدفعه قيادة الدولة، جيلاً بعد جيل، سلاحها كان الإصرار، فهانت أمامها العراقيل وتقلبات الظروف، حتى وصلنا إلى غايات كانت هدفاً في فكر زايد وراشد ومكتوم، طيب الله ثراهم، وكانت إنجازات برعاية خليفة ومحمد بن راشد ومحمد بن زايد، حفظهم الله.

هذه الإرادة المتحدة في الرؤية والهدف والغاية هي التي أوصلتنا إلى المقدمة في كافة المجالات، وهي التي ستحسم أمر من قصروا في قضية الباحثين عن العمل من المواطنين، فالدولة وفرت، ولكن جهات التنفيذ تراخت، ولن يستمر ذلك طويلاً.

Email