بشارات عام الخمسين

ت + ت - الحجم الطبيعي

عام الخمسين يحمل كثيراً من البشارات، انظروا إلى الوجوه وستتأكدون من ذلك، وجوه من يحملون الهم نيابة عنا، وهي تشع نوراً عندما يتحدثون، وعندما يجتمعون، وعندما يلمسون مواطن أنات سمعوها من بعيد، وتلك الابتسامات المعهودة تزداد إشراقاً، فينضح النبع بأعذب ما نتمناه.

خطط أعلنت، ومبادئ ثبتت، ورسائل تطمين وجهت، وقرارات تلاحقت، وعراقيل أزيحت، وإجراءات يسرت، وراحة بال عمّت، وخرائط طريق طويل رسمت.

قد يكون الواحد منا منشغلاً بهمّ، في الوظيفة أو السكن أو العلاج أو التعليم أو غلاء المعيشة أو التقاعد، ويظن أن الدنيا ضاقت عليه، والأبواب أغلقت في وجهه، فقط مشكلة واحدة تفعل ذلك به، أما هم، ولاة الأمر، فأمرهم مختلف، إنهم يرون الطرق كلها مفتوحة أمامهم وأمام شعبهم، لأنهم ينظرون إلى المجموع، وفي نفس الوقت لا يترددون في رفع كل ما يعرقل الطريق في مجال حيوي أمام الأفراد والأسر، بناء على قاعدة المساواة وتخفيف الأعباء، فيرون الكل في واحد، والواحد في الكل، وقد فتحت مجالسهم لذلك، وشرعت أبواب دواوينهم، وشدد على من يكونون في تلك الأماكن، لا أحد يرد، ولا أحد يمنع من إيصال طلبه، وفي كثير من الأحيان، وأقول ذلك كشاهد رأى وسمع، أقول لكم، في كثير من الأحيان يعتب ولي الأمر على مواطن له حاجة فتأخر في طلبها، وهو عتاب الأب المسؤول الذي لا يقصر ولا يتردد أبداً في إسعاد أهله، وهذه قاعدة من القواعد التي يؤسس عليها الحكم الرشيد.

بشارات عام الخمسين، وما بعد عام الخمسين، امتداد لما مضى، ونهج لما هو آت، فقط انظروا إلى «الشيخين» عندما يلتقيان، فهناك سترون أملاً نابعاً من مودة أخوية، ولن تنتظروا طويلاً حتى تجنوا من ثمار ذلك اللقاء، فهم ولاة الأمر، سعادتهم من سعادة أبناء وطنهم.

أبشروا، فما هو آت أفضل مما جاء، والأيادي الكريمة مفتوحة، وستظل مفتوحة، وهذا طبع الكرام.

Email