ننتظر التصحيح

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك شيء يحدث في منتخبنا الوطني لكرة القدم، تحدثوا أو لم يتحدثوا، صرحوا أو التزموا الصمت، تحملوا المسؤولية أو تهربوا منها، فالواضح الجلي أن هناك شيئاً، نحن لا نعرف ما هو، ولكننا نعرف أننا نهدر فرصة الصعود والمنافسة الجادة للوصول إلى نهائيات كأس العالم، ولكنهم يعرفون، الأجهزة الفنية والجهة الإدارية المسؤولة واتحاد الكرة يعرفون.

لماذا لا توضع النقاط على الحروف؟

الناس يتساءلون، وهم ينتظرون، يريدون أن يعرفوا الأسباب التي طرأت على المنتخب، فهذا الذي يلعب اليوم، ليس ذلك الذي لعب في مرحلة المجموعات، رغم أن الأسماء نفسها، فالروح القتالية التي شهد لها الجميع في الدور الثاني، اختفت، وحلت مكانها روح أخرى، تقبل بأن تخرج متعادلة أو مهزومة في مباريات تسيدت فيها، والمدرب يتأمل أن يعاد ذلك السيناريو، ونحقق نفس النتيجة في هذا الدور الحاسم، أي نكون قريبين من المركز الأخير في الذهاب، ثم نعود بكل قوة، ونجمع كل النقاط في الإياب، ونصعد بكل جدارة!

ما يحدث في المنتخب، انعكس على نجمنا المتألق، هدافنا وهداف آسيا، الذي نشعر بالطمأنينة إذا رأيناه في مقدمة منتخبنا، ونتأمل دوماً أن يمارس هوايته في الأوقات الصعبة، ويصنع أهدافاً من لا شيء، ويسجل أهدافاً أخرى من فرص لا يجيدها غيره، علي مبخوت، اسم لا يجود الزمان بمثله كثيراً، فهو متفرد، يشكل فارقاً في الملعب، وقد أحبه الجمهور، لأنه كذلك، وتعلق به الشارع الرياضي، لأنه بصيص أمل يشع دوماً، وقد تمنيت لو أنه اتبع أسلوب الآخرين، كل أولئك الصامتين، الذين آثروا الاختباء، وتجنبوا التصريحات، فالذي قاله بعد مباراة إيران، كان صادماً لمحبيه، وهذا شيء خارج عن المألوف، فالذي نعرفه من متابعتنا لنجمنا، يختلف عما سمعناه، وأعتقد أن علي مبخوت سيصحح ما وقع فيه، ويتصالح مع جمهوره، ويكون رده في مباراة الغد، وهذا إحساس شخصي، وربما أمنية شخصية تمنيتها، وكلي أمل بتحققها، لننسى ذلك التصريح.

وهذه دعوة للجمهور بأن يستمر في دعم المنتخب، لما يمثله، وأن يؤجل العتب واللوم، فالظروف تحتم المساندة والتشجيع ورفع المعنويات.

Email