فلاسفة انتهت صلاحيتهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

من منا ليست لديه ملاحظات على حفل افتتاح «إكسبو»؟

لا أحد، كلنا قد نخرج بملاحظات، وقد نتفلسف في استخدام «لو»، «لو فعلوا كذا»، و«لو أضافوا كذا»، و«لو استضافوا المغنية الفلانية»، و«لو كانت القبة أكبر حجماً»، و«لو كان فلان بدلاً من فلان»، وعشرات الأشياء غير ذلك، يمكن أن يطرح في أذهاننا، ونحن «نرتشف القهوة» في البيت، ونشاهد الحدث، وقد نفتح نقاشات في جلسات المقاهي التي تميز فلاسفتنا المنظرين، الذين يعيشون أزمة «الفضاوة»، بعد أن ركنوا في زوايا «انتهاء الصلاحية»!

ما أسهل «تفلسفنا»، ونحن ننظر من بعيد لحدث بهذا الحجم، ونحن لسنا جهلاء، لسنا مصابين بمرض «الغفلة»، وعينا حاضر، وتقديرنا حاضراً أيضاً، نعرف أن جهوداً جبارة بذلت، حتى لحظة تقديمنا «رائعة العصر» للعالم كله، وفرقاً وطنية كانت خلف الإنجاز، وخبراء وفنيين وعباقرة الإبداع والابتكار، كل هؤلاء عملوا لسنوات، منذ أن كان «إكسبو» فكرة، إلى أن أصبح حقيقة، وكان الواقع بين أيديهم، ولم يكن طوعها دائماً، قد يمر بمطبات ومعوقات، وقد تحدث تغيرات، وتتبدل خطط، والمسيرة لا تتوقف، فالهدف محدد، والوصول إليه هو المطلب، وليس رضا جميع الناس، فتلك «غاية لا تدرك»، أما الأغلبية، فهي المستهدفة، وهي التي نظرت إلى الحدث بعيون محبة، وقلوب منشرحة، وكانت أغلبية مطلقة، خرجت بعد حفل الافتتاح، وهي أكثر فخراً بوطنها وقادتها، والذين وقفوا خلف الحدث، من السيدات الفاضلات، إلى الرجال الأكارم، وقد نال الجميع مرتبة الامتياز بشرف، وحصلوا على شهادة إثبات الجدارة.

الكل احتفظ بملاحظاته، لأنهم نظروا إلى الحدث بإجماله، وليس إلى التفاصيل الصغيرة، فالناس شاهدوا الصورة كاملة، بفكرتها العامة، وبرؤية أصحاب الرسالة، وقد وصلت الرسالة ممهورة بخالص المحبة والتقدير والاحترام، لكل من ساهم في إبراز ما يمكن أن تقدمه هذه الدولة، في سعيها نحو كسر قيود لم تسمح لها يوماً بإعاقتها.

Email