الحقيقة المبهرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الأيام الثلاثة الماضية انحزت للمصداقية والنزاهة، وحفظ العهود وصون الوعود، ولم أنحز لفرنسا.

تحدثت عن مواقف الأصدقاء، والتزامات الحلفاء، قاصداً الولايات المتحدة، التي بدأت مرحلة جديدة في عهد جو بايدن، عنوانها الابتعاد عن الروابط القديمة، وتجاوز المواثيق والاتفاقات، التي كانت سبباً في تضخم الدور الأمريكي واتساعه، ليشمل أغلب بلاد العالم، وهذه سياسة ستكون أمريكا هي الخاسر الأول فيها، وضربت مثلاً بما فعلته مع فرنسا في قضية الغواصات الأسترالية، فهذا جرس إنذار، يسمعه «كل من وضع بَيَضَه في السلة الأمريكية» كما قال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، رحمه الله، عندما استبدل روسيا بأمريكا كونها حليفاً وصديقاً.

وسأتحدث اليوم عن أوروبا، التي لا تزال تتبع سياسة الابتزاز لتحقيق المصالح، تارة عبر قصص مختلفة، وتارة أخرى من خلال تقارير وبيانات لا تستند إلى إثباتات، كما حدث في الأسبوع الماضي، عندما أصدر البرلمان الأوروبي بياناً حول حقوق الإنسان في الإمارات، ومن النص تبين أن الغرض ليس الدفاع عن حقوق أحد، بل محاولة «تشويش» على أهم حدث يشهده العالم خلال التعافي من جائحة «كورونا»، حيث خلط ذلك البرلمان الجانب الحقوقي بالجانب الاقتصادي، وهذا تصرف مكشوف، ونية خبيثة مفضوحة، واستهداف ينم عن حقد وكراهية منبوذة.

تحدث البرلمان الأوروبي عن قضايا منتهية قبل عشر سنوات، وحسمتها أحكام قضائية ملتزمة بروح القانون ونصوصه ضد من ارتكبوا أفعالاً مجرّمة، وقد حاول الأوروبيون التدخل والتأثير من قبل، ولم ينجحوا لأننا احتكمنا للقضاء العادل، وفجأة يظهرون الآن، وقبل أسبوعين من «إكسبو 2020»، ويدعون إلى المقاطعة، فهذه ليست أكثر من محاولة يائسة تشم من بين كلماتها رائحة «المافيات»، وليس المجالس النيابية المحترمة.

بعد 8 أيام ينطلق «إكسبو 2020» بإذن الله، وسيأخذ العالم إلى مستقبل أكثر رحابة، بعد عام ونصف من الكآبة، ويقدم الحقيقة المبهرة للدولة، التي لا تضاهى.

Email