«كفى» كانت كافية

ت + ت - الحجم الطبيعي

هذه مسحة شبيهة بمسحة «كوفيد 19» أجريت لجماعة الإخوان في المغرب، وقد حصلوا على نتيجة إيجابية في الجهل بأمور الإدارة والفشل في القيادة، وحتى يوقفوا انتشار هذا الفيروس تم شطبهم من القاعدة الوطنية بإرادة وطنية.

نتيجة ثبتتها الأرقام، فاستحقوا الحجر، ونالوا جزاء أفعالهم واستهتارهم بالإجراءات الاحترازية، معتقدين أنهم يتمتعون بمناعة شعبية ستمنحهم في كل انتخابات فوزاً وثباتاً في إدارة الجهاز التنفيذي للبلاد، ولكن الناس كانوا متيقظين، يعدون لهم هفواتهم وزلاتهم، ويحصون كوارث سوء إدارتهم، وكانت السنوات العشر كافية لاتخاذ القرار الجماعي بتجنيب الناس أذاهم، فكانت الصناديق الانتخابية هي الحكم.

خلال ربيع أوباما في 2011 تحرك الإخوان مع فروعهم الأخرى في تونس ومصر وليبيا وسوريا، وعملوا مع الحلفاء على نشر الفوضى، ولكن الملك الحكيم محمد السادس أفشل تلك المخططات داعياً إلى مشاركة في إدارة البلاد للأحزاب والفئات التي تجد في نفسها القدرة على ذلك، وترك حرية الاختيار للمواطنين، وأذكر يومها أنني تحدثت للإذاعة المغربية، وأشدت بالقرارات الحكيمة التي أعلنها الملك.

وتمنيت لو أن قادة الدول العربية الأخرى سلكوا ذات النهج، لكانوا أنقذوا بلادهم وشعوبهم، ولكن الفرق بين الملك والرؤساء الآخرين كان شاسعاً في نظرته لشعبه ونظراتهم لشعوبهم، فهو ملك ابن ملك وحفيد ملك، وليس قائد دبابة!

وكعادتهم، وجد الإخوان أنفسهم الأقدر على جمع الأتباع، فهم الأكثر تنظيماً من خلال العمل السري المتدرج الذي يتبعونه، وأيضاً الأكثر قدرة على الصرف ببذخ على الحملات الانتخابية لوجود تنظيم دولي يدعمهم، وفازوا في إحصاء الأصوات والحصول على الأكثرية، وبعدها بخمس سنوات فازوا أيضاً، ولم يفعلوا شيئاً غير تغيير الواجهة باستبدال «بنكيران» ليحل مكانه «العثماني»، وفشلوا خلال عقدين من الزمان في تحقيق وعودهم الانتخابية، فرد عليهم الأشقاء المغاربة بكلمة واحدة أخرجتهم من الإطار الوطني العام، «كفى»، وكانت كافية.

المغرب يفتح أبواب مرحلة جديدة ستأخذه بإذن الله إلى مستقبل مشرق بعد إزاحة أتباع الظلام.

Email