كسر الحواجز

ت + ت - الحجم الطبيعي

زيارات مستشار الأمن الوطني سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان الأخيرة حرّكت مياهاً راكدة، وأثارت عاصفة من التساؤلات على الساحة السياسية العربية قبل الدولية، لما تتضمنه من مؤشرات قد يعجز كثيرون عن تفسيرها، فهي لم تكن متوقعة، والمعلومات الطافية على السطح كانت تؤشر نحو اتجاهات لم يكن اتجاه «كسر الحواجز» من بينها.

الكل كان فاقداً للأمل في عودة العلاقات الإماراتية - التركية والإماراتية - القطرية إلى نقطة التقاء، خصوصاً بعد شح الإنجازات في هذا الاتجاه منذ قمة العلا وحتى الأسبوعين الأخيرين، وعودة الارتباك والتشابك في الملف الليبي، فالمشهد العام كان ينذر بارتفاع وتيرة الخلافات الناتجة عن الملفين المذكورين، ولكن كان لقيادة دولة الإمارات رأي آخر.

دون مقدمات أو تسريبات إعلامية، ودون لقاءات سرية وتمهيدية، كان الشيخ طحنون بن زايد في ضيافة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حاملاً رسالة، بل معلناً عن رسالة يراد لها أن تصل إلى الجميع، مفادها أن الاختلاف في الرأي والمواقف يمكن أن يتدارك بالتواصل والتشاور، وأن نقاط الالتقاء تفوق نقاط الاختلاف، والحلول كثيرة، ما دامت الأسس ثابتة، والرؤية واضحة لا تربكها أحداث طارئة، وهذا ما سمعناه في تصريحات المسؤولين الأتراك بعد الزيارة، حيث طغت لغة التفاؤل، وبشرت بمستقبل أكثر إشراقاً للمنطقة وليس للدولتين فقط.

وعندما تكون هناك زيارة أخرى للدوحة، ولقاء أمير قطر، فهذا يعني أن تحرك مستشار الأمن الوطني ليس محصوراً في ملف واحد، بل يشمل كل الملفات، ويجعلنا نترقّب تحولاً يصب في مصلحة الجميع، فالحالة التي نعيشها تصنعها إرادة قوية، فليس من السهل اجتياز تراكمات سنين من الخلاف وليس الاختلاف، ولكن القيادة الاستثنائية كان رأيها أن «كسر الحواجز» أسهل وأسرع الطرق لترميم العلاقات بين الأشقاء والأصدقاء وإعادتها إلى وضعها الطبيعي.

Email