الهروب إلى الخلف

ت + ت - الحجم الطبيعي

شاهدت مباريات الأسبوع الأول للدوري، بعد انقطاع دام عدة سنوات، قبل كورونا توقفت، لا متابعة ولا كتابة، فالمتابعة بحاجة إلى متعة، ودورينا طوال تلك السنوات افتقد ما كان يميزه، اختفت الأسماء التي تستمتع وأنت تشاهدها في الملعب، ظهورها فقط كان يعطيك طاقة إيجابية، ولولا حالات فردية لانعدمت مهارات الكرة، وتمم «الانفصام الكروي» حالة منتخبنا في الفترة نفسها، وقد تكون عودتنا بعد عودة المنتخب في تصفيات المجموعات الآسيوية الأخيرة، والتي أوصلتنا إلى التصفيات النهائية لكأس العالم والكأس القارية، فذلك الفريق الذي شاهدناه في الدور الثاني لم يكن شبيهاً بالفريق الذي لعب الدور الأول، وهذا كان كافياً لأن يعطي كل اللاعبين دفعة إلى الأمام، فيها تفاؤل، وفيها إصرار على أن يكون دورينا قوياً ليعكس المكانة التي وصل إليها منتخبنا.

نعود، ولكن بحذر، فالرياضة ليست كرة يجري خلفها اللاعبون، وليست حكماً ومساعدين وأهدافاً تهز الشباك، وليست تكنولوجيا «الفار» التي تتحول إلى «أسد» في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى تكون مثل الفأر الذي نعرفه.

الرياضة، وخاصة كرة القدم، حقل مليء بالأشواك، من يدخله يتجنب السقطات والاحتكاكات وينظر إلى مواقع قدميه، ولن يخرج منها سليماً، إذا شجع فريقاً اعتبر منحازاً، وإذا انتقد فريقاً طعن في أمانته، وإذا لم يصفق للاعب «مدلل» في فريق من الفرق كان حاقداً، الكل فيها، أي في كرة القدم، منزهون، اتحادها وأنديتها ومجالس إداراتها ولاعبوها وجمهورها، وهذا ما أعادنا إلى الخلف في العقدين الماضيين، والعكس هو الذي أوصلنا إلى نهائيات كأس العالم في إيطاليا عام 1990.

الرياضة للجميع، وكرة القدم اللعبة الأكثر شعبية، والأندية بدأت بعشاقها، ويجب أن تعود إليهم حتى نصنع اسماً وإنجازاً ولا نتردد في مناقشة قضاياها، وبصريح العبارة حتى لا نهرب مع الهاربين إلى الخلف.

Email