مزاج ديمقراطي

ت + ت - الحجم الطبيعي

نحن لسنا مثل الغرب، نحن عالم وهم عالم آخر، نحن لنا طبائع وهم لهم طبائع، فنحن ننظر إلى الحياة بمنظور يختلف عن ذلك الذي ينظرون من خلاله، فإذا استعنا بتطورهم وتقدمهم أخذنا ما هو مقبول لدينا ولا يخالف معتقداتنا، وتركنا ما يمكن أن يضر بالمبادئ التي قامت عليها مجتمعاتنا ووحدت شعوبنا، فليس المطلوب أن نكون نسخة مكررة عنهم.

تلك خلاصة قدمتها قبل أن أدخل في موضوع أردت أن أتحدث عنه، وهو موضوع الديمقراطية التي نريد في بعض بلداننا أن نطبقها، ولا ندري كيف، فنحن لنا رؤيتنا في الدور الذي لعبته المجالس التشريعية التي أنتجتها تلك الديمقراطية في دول الغرب، وكيف كانت سبباً في إسقاط القيم الأخلاقية بكل معانيها، ولنا أيضاً موقف واضح من التحزبات المضرة بتماسك أبناء الوطن الواحد، فالأحزاب تبحث عن رضا فئات محددة من الناس على حساب المجموع، وتعمل على تشريع ما يخالف الطبيعة ما دامت ستجلب لهم الأصوات في الانتخابات.

نحن نقدم رجلاً ونؤخر رجلاً في مسألة الديمقراطية، نريدها ولا نريدها، نفتح لها باباً ونقفل أبواباً، وكأننا مجبرون على الخوض في غمارها، رغم أن من يعنيهم الأمر لم يطالبوا أصحاب الأمر بتطبيقها، لا قولاً ولا فعلاً، فالناس يقارنون حياتهم بحياة غيرهم، ويقيسون استقرارهم باستقرار غيرهم، وينظرون إلى نتائج الدمار الذي تجلبه الاتجاهات الحزبية والتكتلات في المؤسسات الديمقراطية على بلدان كانت ذات يوم هادئة ومستقرة، ويتلفتون حولهم فيرون منجزات تتحقق في بلدانهم مقابل تخلف أهل المجالس المنتخبة.

هناك أبواب يفضل أن تستمر موصدة، لأننا لسنا بحاجة إلى فتحها لتدخل علينا رياحاً محملة بالأتربة والتجارب التي نتابعها في بعض الدول لاتبشر بالخير، فقد شقت الديمقراطية صفوفها وعطلت مسيرة تنميتها، وأفسدت ذمم كل من اقتربوا منها على عكس ما كان متوقعاً منها.

ديمقراطية الأمزجة نحن في غنى عنها.

Email