فُتحت أبواب جهنم

ت + ت - الحجم الطبيعي

سُلمت أفغانستان إلى حركة طالبان المتشددة.

هذا ملخص الملخصات، ومن بعده تأتي التساؤلات، ليس حول الذي حدث، لأنه معلوم وواضح، وليس بحاجة إلى نقاش ومجادلة وتفسيرات، بل حول الآتي، وهو شيء عظيم.

فالذكريات ما زالت عالقة في الأذهان، يوم اجتاح طلاب المدارس الدينية الباكستانية من الأفغان، تلاميذ «عبد الله عزام»، الموجّه والمدرس والمؤسس الفعلي للقاعدة، وصعود أسامة بن لادن، كل أفغانستان، بسلاح لا تملكه إلا الدول، وتنظيم لا تعرفه إلا الجيوش، وأسقطوا كل رموز الجهاد ضد السوفييت، أولئك الذين أكلوا بعضهم البعض، حتى صفوا النصف قتلاً وغدراً، وأجبروا النصف الآخر على الهرب إلى دول الجوار، أو الاختباء في حضن القبائل التي ينتمون إليها، وقدمت طالبان لسنوات، ملاذاً آمناً لكل فصائل الإرهاب، وحولت بلادها إلى نقطة انطلاق خلايا القتل والتفجير ونشر الفوضى، حتى وصلوا إلى «نيويورك».

وفي الداخل، فتحت أبواب جهنم، وفعلت طالبان ما فعله «داعش»، بعد عقدين من الزمان، القتل حسب الهوية والانتماء والتبعية، وقطع الرقاب، ونصب المشانق في الشوارع، وتعليق الجثث أياماً، لإحداث مزيد من الرعب بين المواطنين، وجلدت النساء لخروجهن من المنازل أو عملهن في أماكن لا تتطابق مع نظرة «الملا محمد عمر» للدين، ونسفت الآثار، رافضين التاريخ، لاعتقادهم بأن أفغانستان تبدأ بهم!

عودة طالبان، تعني أن المنطقة ستدخل مرحلة جديدة من الصراع والفوضى، وأن أبواب جهنم تفتح من جديد، وستعود عملية إنتاج وتفريخ دفعات جديدة من الإرهابيين الجاهزين للتصدير إلى بلدانهم الأصلية، لنشر الفكر والأسلوب الذي بنيت عليه «الفوضى الخلاقة»، التي كانت أهم ثمارها «الربيع العربي»، ذلك الربيع، الذي لو عدنا إليه، ودققنا في من برزوا إلى السطح بعد أن انجلى الغبار عنه، سنجدهم من الذين كانوا مع طالبان والقاعدة، وتنظيمات الإخوان الأفغان، ومن بعدهم جيش داعش، الذي ظهر فجأة واختفى فجأة!

الإخوان هم أكثر الناس فرحاً بعودة طالبان، وقد عبّر عن ذلك أذنابهم، أمثال «حاكم المطيري» و«ووليد الطبطبائي» و«ناصر الدويلة»، ومن خلفهم طبول الجزيرة، التي تتحدث عن نصر، رغم أن عقد البيع وقّع على مقربة منها.

Email