على كفوف الراحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

نشكر كل الذين تعاطفوا معنا بعد قراءة مقال الأمس، من نعرفهم ومن لا نعرفهم، مشاعر «إيجابية» أرادت أن توصل إلينا رسالة، وهي أن الإيجابية ما زالت تتفوق على السلبية، ومجتمعنا بكل فئاته اعتاد على أن يكون متماسكاً، وقريباً من بعضه البعض، فهذه قاعدة من القواعد التي رسمتها العلاقة الوطيدة القائمة في الأصل بين ولاة الأمر وشعبهم، هي بذرة المحبّة التي بذرها والدنا الراحل زايد، طيّب الله ثراه، ونثرها في كل بقعة من بقاع هذه الدولة التي أسسها وقادها ورفعها إلى أعلى الدرجات مع إخوانه وأبنائه.

عشرة أيام كان يمكن أن تصيبنا بحالة نفسية مع تداعيات «دلتا» وأخواتها، وأن تجعل الخوف والقلق مسيطرين على كل تصرفاتنا، ولكن ذلك لم يحدث، لأننا لم نترك لحظة واحدة لنعيش مع هواجسنا وما تردده أفكارنا، فهناك جهات «احتفت» بنا، ووضعتنا على «كفوف الراحة»، فرق متخصصة لا تنقطع عن زيارتنا، يقطعون 150 كيلومتراً ذهاباً وإياباً ليطمئنوا علينا، حتى أصبحت المسحة التي كنت أتجنبها ولم أجرها إلا مرة واحدة طوال سنة ونصف السنة شيئاً عادياً، خمس مسحات في سبعة أيام، ومن أرهقه الفيروس أُخِذ إلى «بيت الضيافة»، فندق خمس نجوم، تتوافر فيه كافة وسائل الرعاية والعناية والمتابعة، ولم تنقطع الاتصالات الهاتفية، من دائرة الصحة والشركات التابعة أو المتعاقدة معها، ومن التنمية الاجتماعية، حتى ظننا في لحظة أننا فقط من ابتلينا بكورونا، فهذا الاهتمام بأسرة واحدة يعكس تلك الجهود المبذولة لمواجهة الجائحة ومتحوّراتها.

نحن والحمد لله نقترب من المرحلة الأخيرة لكورونا، فالعلامات السلبية بدأت تعود، ولم يبق بيننا من أصحاب الإيجابية إلا عدد قليل في طريقهم إلى التخلّص من آثارها، وإن كان هناك من يستحق الثناء فهم أبطال الدفاع الأول، من الذين يخالطون ويعالجون ويهتمون بكل مصاب، إلى أعلى الهرم، قيادات القطاع الصحي، ومن يراقبون ويوجّهون ويحرّكون، من أجل مجتمع آمن، قيادتنا، حفظها الله، التي تضرب الأمثال بمواقفها وحرصها على سلامة شعبها.

Email