هذا رهاننا

ت + ت - الحجم الطبيعي

قوتنا في تكاتفنا.

هكذا علمتنا التجارب، منذ 40 عاماً هو عمر مجلس التعاون الخليجي، مرت هذه المنطقة بأحداث كبيرة، ولو كنا فرادى، كل دولة مسؤولة عن نفسها، تواجه مشاكلها مع الآخرين دون أن يسندها الأشقاء، وتدافع عن نفسها بإمكاناتها، لو كنا كذلك لرأيتم خرائط غير الخرائط التي ترونها اليوم.

أقول هذا الكلام بقناعة تامة، وبثقة غير محدودة تجاه التفافنا حول بعضنا بعضاً، نحن قوة لا يستهان بها إذا اجتمعت، وصيد سهل إذا تفرقت.

راهنَّا على حكمة قادتنا، وقد عرفناهم وخبرناهم، وكانوا ولا يزالون هم صمام الأمان لما يملكون من رؤية وحنكة، هي التي أخرجتنا من كل ما أحاط بنا من مخاطر ونحن أكثر قوة وصلابة، حرب إيران والعراق التي استمرت 8 سنوات، وأشاعت الفوضى في المنطقة كلها، وكان هدفها انتصار أحد الطرفين ليعلن هيمنته على المنطقة كلها، وكان ردنا الإعلان عن القوة الثالثة في الخليج بعد سنة من اشتعال تلك الحرب، حتى يفهم كل طامع كيف يكبح جماحه، ويستعيد وعيه، ويتوقف عن استنزاف ثروات شعبه، كنا سداً منيعاً ضد «تصدير الثورة» التي بنى عليها الخميني أحلامه، وضد الخضوع للأمر الواقع الذي أراد صدام أن يفرضه علينا عندما احتل الكويت، اجتماعنا عند كلمة واحدة هو الذي أفشل المخططات الشيطانية التي نظرت إلينا باستكبار، واعتبرتنا كيانات صغيرة، حتى استحدثوا لنا ربيعاً مدمراً، بدأ من تونس غرباً، ووصل إلى قلب الأمة في مصر وسوريا، وشمل ليبيا واليمن، وقد نجحوا في بلاد وخابوا في بلاد، أما محاولات عبثهم معنا، في دول مجلس التعاون، فقد وئدت في مهدها، وأفشلت مخططات التدمير الداخلي من خلال العملاء والمنحرفين، ثم أطلقوا العنان لأتباع إيران في الجنوب، ليكونوا خنجراً في ظهرنا، وكان الرد بذلك التحالف الصلب الذي أوصل رسالة شديدة اللهجة والفعل لكل العابثين، ومرة أخرى يموت حلم من أحلام الطامعين، هؤلاء الذين لن يتوقفوا عن توجيه سهامهم نحونا، بقصد اختراق صفوفنا، وهذا لن يكون ما دمنا تحت قيادة رجال آمنوا بأن مصيرنا واحد، فهم رهاننا.

Email