هؤلاء لا يهادنون

ت + ت - الحجم الطبيعي

يوماً بعد يوم يثبت «الإخوان» أنهم داء خبيث يجب أن يقاوم ويستأصل حتى لا يستشري في جسد الأمة، ومتى احتاج البتر يبتر حفاظاً على سلامة الغالبية التي تسامحت كثيراً، وقد فهم قادته وأتباعه أن ذلك التسامح ليس إلا ضعفاً في مواجهة قوتهم في بعض الدول، ومقدرتهم على الإخلال بالأمن والاستقرار في دول أخرى، وتأثيرهم على الرأي العام.

الإخوان هم الذين استغلوا مطلب الإمارات في «أوبك» بزيادة حصتها من الإنتاج ليحولوه إلى خلاف مع السعودية، وهم الذين حولوا زيارة السلطان هيثم بن طارق للملك سلمان بن عبد العزيز إلى حلف جديد، وهي زيارة مباركة تسعد كل دول الخليج ومواطنيها، وهم من تحدثوا قبل أيام عن «لوبي» إماراتي يقوم بالتحريض على دولة الكويت في الاتحاد الأوروبي، وهذا ما نفته وزارة الخارجية الكويتية نفياً قاطعاً.

استهداف مجلس التعاون الخليجي ليس بالشيء الجديد، فنحن ومنذ 1981 سنة الإعلان عن قيام المجلس نعلم أن هناك من لا يرغبون في تكتل يشكل قوة في وجه الطامعين، وواجهنا كثيراً من العراقيل، ولكن الإصرار والنوايا الحسنة لقادة دول الخليج منحت المجلس الثبات والاستمرارية والتقدم خطوات في مجال التكامل، والنقطة الفارقة اليوم هي أن الأعداء يعملون من الداخل وليس الخارج، وهنا تكمن خطورة محاولاتهم في زرع التشكيك بين الأشقاء، فهم يعيشون بيننا، وبعض دولنا ما زالت تعتبرهم مكوناً سياسياً وطنياً من مكونات المجتمع، لديهم مساحات يتحركون فيها عبر وسائل التواصل دون أن يحاسبوا عندما يشعلون فتنة ويتطاولون بأخبار كاذبة على دول أخرى، سواء كتبوا ونشروا تحت أسمائهم أم اختاروا أسماء وهمية، وكلنا نعلم أنهم يدارون من الخارج، من العواصم المعروفة بأنها تستضيف قادة التنظيم والهاربين ومراكز إدارة الدعاية وإطلاق الأكاذيب والإشاعات.

لقد أثبت الإخوان أن مصلحتهم فوق الجميع، فهم لا يعترفون بالأوطان، ومن لا يعترف بوطنه لن يعترف بقادته وحكامه، ولا يوالون غير قيادات التنظيم المحلي والدولي، فأهدافهم معلنة وواضحة، ومثل هؤلاء لا يتركون ولا يهادنون ولا تنفع معهم سياسة التسامح وسعة الصدر.

Email