الطريق يسع الجميع

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما شرعت قيادات الإمارات في البناء خلال الستينيات لم تضع المنافسة نصب أعينها، بل على العكس، وضعت الآخرين ممن سبقوها في مصاف النماذج التي كانت تريد أن تكون مثلها، واستعانت بتجارب التنمية في المجالات كافة، من الجيران المقربين والأشقاء الآخرين، ونستطيع أن نؤكد أن قادة الإمارات اليوم لا ينافسون أحداً، ولكنهم يتطلعون إلى الأفضل، وليس ذنبها أن خطط وتطلعات غيرها تعثرت، لأسباب معلومة لسنا بحاجة لذكرها.

البداية كانت قائمة على رؤية مستقبلية للشيخ زايد طيب الله ثراه وأحلامه، تلك الأحلام التي لم يتردد في طرحها والعمل على تحقيقها من اللحظة الأولى لتوليه الحكم، وتلاقت تلك النظرة المتفردة مع فكر راشد بن سعيد رحمه الله، وهو فكر غير مسبوق، ولم يستطع غيره أن يستنسخه، قام على أسس اقتصادية مستحدثة مهدت لثورة، وقدمت نموذجاً رائعاً لتلاقي الإرادة والتنمية.

وبعد قيام الاتحاد، واندماج تطلعات القائدين مع طموحات إخوانهما حكام الإمارات تسابقت هذه الدولة مع الزمن، دخلت في «ماراثون» متصل اختصر الأوقات والمسافات، وانطلقت نهضة تجاوزت من كانوا في المقدمة.

وحتى اليوم، هذا هو وضعنا، مع قادتنا، وبين إنجازات رؤيتهم، يعملون من أجل وطن أرادوا أن يكون في الصف الأول، ينافسون أنفسهم، ولا يلتفتون لغيرهم، يطرحون نظريات جديدة، في الإدارة، وفي الاقتصاد، وفي التجارة، وفي التنظيم، والارتباط مع العالم ضمن شبكة لوجستية تجمع الخطوط الدولية، وتفتح في كل يوم باباً من أبواب التحديث، فهم لا يحبون الجمود، ولا يحبون تأجيل عمل اليوم إلى الغد!

هذه تجربة حية للنظرة المستقبلية والفكر المستنير، بنت أساساً قوياً أوصلتنا إلى المراكز الأولى، ومن يريدها، وأعني من يريد أن يكون في تلك المراكز، عليه أن يتحلى بروح البذل والعطاء والبناء من أجل رفعة بلاده وشعبه، وأن يسابق نفسه بنفسه، ولا ينظر إلى غيره حسداً أو غيرة، والطريق يسع الجميع، والخير وإن تعددت مسالكه يصل إلى الجميع، وكلنا سنكون سعداء عندما نكون معاً في المقدمة.

Email