صمت القبور

ت + ت - الحجم الطبيعي

صمتوا وكأن شيئاً لم يحدث، انعقدت ألسنتهم، وصمَّت آذانهم، وزاغت أبصارهم، لم يظهر من بينهم رجل واحد، ليقول كلمة حق، إخواني شريف ومخلص، وحر في رأيه وموقفه، عندما يرتكب تنظيم تابع للجماعة فعلاً بحجم الفعل، الذي صدر عن إخوان عرب إسرائيل.

من الواضح جداً أنهم لا يصنعون رجالاً، بل أتباعاً يقادون كما تقاد الأنعام، لا إرادة ولا موقف ولا رأي، كل صفات البشر سلبت منهم، وأصبحوا طوع بنان أولئك الذين يشكلون «المحفل السري»، وهم يقررون وكل إخواني يمشي وراءهم.

لم تتحدث محطاتهم التلفزيونية، ولم تعتبر تحالف الإخوان الإسرائيليين مع اليمين المتطرف حدثاً يستحق الوقوف عنده، أو يشار إليه في شريط الأخبار على الشاشة، دفنت «الجزيرة» و«الحوار» وتلك الدكاكين الموجودة في تركيا، ووكالة أنباء أردوغان المسماة بالأناضول، وقناة «تي آر تي» بالعربي، وكل الذين ردحوا في الأسبوع الماضي على برنامج «الدحيح».

ولم نسمع فتوى من القرضاوي، ذلك الذي يحلل ويحرم حسب هواه، من أباح دماء المسلمين في الربيع العربي، ومن أطلق بدعة «الزيجات حسب الضرورة للطلاب والطالبات في بلاد الفرنجة»، ومن يبارك للأتراك علاقاتهم مع إسرائيل، ولا يرى «العمادي» السفير المتجول في غزة، وتل أبيب،

ولم نسمع إخوان الكويت يقاطعون الإخوان، الذين أصبحوا ضمن الطغمة الحاكمة في إسرائيل، وهم الذين نادوا بمعاقبة كل مواطن يتحدث عن التطبيع أو يؤيده.

و«حماس» بلعت لسانها، هنية ومشعل والزهار وأبو مرزوق منشغلون في عدّ الأموال، التي وصلتهم، بعد «مسرحية» صواريخ رمضان.

كلهم مثل القطعان، يقودهم الرعاة، وقد أثبتوا فعلاً لمن ما زال مغشوشاً، أنهم تنظيم دولي إدارة وتوجيهاً، منذ نشأتهم، وحتى زوالهم، بإذن الله، يضعون أيديهم في كل يد طامعة في هذه الأمة، ويشاركونهم في تدميرها،عبر أذرعهم الإرهابية، ومثل هؤلاء لن نجد رجلاً شريفاً بينهم، يقول كلمة حق، ويرفض «صمت القبور» المفروض على «إمعات التنظيم».

Email