فلسطين فوق أوزارهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يمكن لأحد أن يزايد على شعب فلسطين، مهما كبر أو صغر هذا الأحد، وسواء كان سياسياً أو ناشطاً أو مغرداً يعتقد بأن حسابات التواصل الاجتماعي «لعب أطفال».

فلسطين ليست حماس، وليست الإخوان المسلمين، وليست القلة الموجهة المتطاولة على الخليج بقياداته وناسه، فلسطين ليست تلك المغردة التافهة التي تفاخرت ببطلة الأفلام الإباحية لأنها قالت كلمة عن القضية المشتعلة اليوم، لعن الله الاثنتين، فهذه الأرض التي تنبت نساء أشد من الرجال صلابة ليست بحاجة إلى الساقطات، وليست محل مقارنة في كل الأحوال بين عزمها وعزيمتها وثباتها والتمسك بجذورها، وبين أتباع من رأيناه ذليلاً وهو يقبل يد الخامنئي.

فلسطين كانت وستبقى ضحية خيانات كتب عليها العيش مع تداعياتها، وليس مقبولاً بأن يخرج من بيننا جاهل ليحمل الأنقياء رجس المدنسين بالعار، فهذه الصورة أمامكم، الأقصى يعتدى عليه، وحي الشيخ جراح يخلى من سكانه العرب، وبيوتهم تمنح للمستوطنين الروس والبولنديين، وغزة تدمر فوق رؤوس سكانها، وهنية غير مستبعد أن يكون الآن في طهران بعد أن «ناضل» في إحدى ساحات الدوحة، إنه يبحث عن «بركات» المرشد الجامع لمن باعوا ضمائرهم وقبلوا المهانة عند الأغراب!

فلسطين لها مكانة خاصة في قلوبنا، لم تهتز ولم تضعف على مر الزمان، لسبب واحد، هو أننا لا نخلط الأمور، ولا نضع وزر المنحرفين عليها، هي فوق أوزارهم، فلسطين أكبر من أن نلقي عليها اللوم، فهي مأساة كل أفعالهم وليس أفعالها، لهذا نحن لسنا مع حماس ولكننا مع فلسطين، ولسنا مع عباس ولكننا مع الأقصى المبارك، ولسنا مع الإخوان لأننا مع بلادنا وقادتنا وشعبنا، لا نقبل بالتطاول عليهم، ولكننا لا نتطاول على فلسطين فهي الباقية إلى أبد الدهر وهم زائلون.

Email