إنهم دعاة حرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

نأسف لكل قطرة دم تراق في اليمن، وقد كان بودنا أن تكون جماعة الحوثي ما زالت تملك ذرة من الوطنية، وتذهب إلى جنيف لتحفظ دماء اليمنيين، ولكنها تخلفت عن الذهاب وأخلفت الوعود التي أعطتها لذلك المبعوث الأممي الذي لا نعرف ما هي مصلحته في إطالة الأزمة اليمنية، والعمل بكل ما يملك من سلطات دولية وعلاقات أوروبية على عرقلة تحرير الشعب اليمني تطبيقاً للقرارات الدولية!

لقد أثبتت دول التحالف العربي والحكومة اليمنية الشرعية أنها دول سلام وليست دول حرب، ومنذ شهر رمضان الفائت أوقفت معركة تحرير الحديدة، وهي التي كانت في متناول اليد، وانتظرت مواعيد «غريفيث»، وذهب وفد الشرعية إلى جنيف قبل الموعد، ولم يصل وفد الحوثي، واشترط شروطاً اتضح أنها تهدف إلى تهريب مجموعات من المرتزقة بحجة نقل مرضى للعلاج، وهم ليسوا أكثر من أذناب إيران من أعضاء حزب نصر الله اللبناني والحرس الثوري، وهؤلاء لا تريد إيران أن يلقى القبض عليهم حتى لا تنكشف تفاصيل تآمرها على اليمن والمنطقة كلها، وقد انتظر الجميع أن يكون للأمم المتحدة ومبعوثها موقف حازم تجاه ما حدث من الحوثيين، ولم نر شيئاً، بل على العكس، أعلن المبعوث بأنه سيذهب إلى مسقط وصنعاء ليتباحث مع الذين استهتروا بالعالم كله، وقد حدث ذلك فعلاً، وأعاد ذلك الشخص المكلف بإنهاء الانقلاب الحوثي على الشرعية تحركاته المشبوهة، واجتمع في العاصمة اليمنية مع بعض قادة الجماعة المدانة من المجتمع الدولي، وكأنه يصر على إضفاء صفة شرعية عليهم، وأنه يساوي بينهم وبين حكومة كل اليمنيين.

الحوثيون منذ البداية أرادوها حرباً، ولم يراعوا حرمة الأرواح وطهارة الدماء، فاستباحوا أرض اليمن من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، واستخدموا كافة الوسائل ليتمكنوا من الحكم، وأولها كان القتل، ومن بعده التهديد، ثم خطف الأطفال لتجنيدهم ووضعهم في مقدمة الصفوف، حتى دمروا أغلب المناطق وشردوا أهلها، فهم ملزمون بتنفيذ مخططات الإيرانيين الذين باعوا وطنهم ليوالوهم، فإن كانوا كذلك، دعاة حرب لا سلام، ويريدونها أن تحسم في الميدان وليس على طاولة المفاوضات، تكون قوات الشرعية اليمنية وقوات التحالف العربي معذورة إن تحركت لتنفيذ خطة تحرير الحديدة المتوقفة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

Email