إيران مقابل هرمز

ت + ت - الحجم الطبيعي

لن تنكر إيران تهديدها بإغلاق مضيق هرمز، بعد حديث محمد جواد ظريف لمجلة «ديرشبيغل» الألمانية، فالحديث بالتأكيد موثق بتسجيل صوتي، وهذا الشخص هو رئيس الجهاز الدبلوماسي في نظام خامنئي، وكان يعرف أن كل كلمة يقولها محسوبة عليه وعلى نظامه وبلاده، بعكس التصريحات السابقة، التي تم التنصل منها، فتلك صدرت عن قادة الحرس الثوري أو البحرية أو مستشار الأمن القومي، بصيغة يغلب عليها التلميح، وليس التصريح الواضح والدقيق، وحتى رئيسهم حسن روحاني، بلع تهديده خلال زيارته لبعض دول أوروبا قبل فترة وجيزة.

هذا الظريف، ذهب إلى الأوروبيين يملي عليهم شروطاً، وأرفق كلامه بتهديد التصعيد، إلى ما بعد إغلاق مضيق هرمز، ونحن هنا نريد أن نتوقف عند المضيق، الذي أصبح وكأنه لعبة في يد الإيرانيين، الذي يلوِّحون به إذا اشتدت الضغوط عليهم، بل هو «خيال مآتة» يخيفون العالم به، ويضخمون من أنفسهم عبر تصريحات كان الجميع يأخذونها مأخذ الجد، ولكن التجارب أثبتت أن الملالي قد ينفعون في الأقوال، ولكنهم فاشلون في الأفعال، وإن فعلوا شيئاً انقلبت الأمور على رأسهم، فهم جبناء، يخشون المواجهة المباشرة، إمكاناتهم لا تسمح لهم بذلك، و«الصواريخ الوهمية»، أكدت أنها صنعت لاحتفالات «عيد النيروز»، ولكن أحدهم أخطأ ووضعها في عرض عسكري، وربط بها الآيات من أصحاب العمائم السوداء، تعويذات كتبت على قماش أخضر، علها تحولها إلى صواريخ حقيقية، وتجربتهم مع الحوثي، بينت أن تأثيرهم لا يتعدى عتبات أبواب معابدهم.

لقد صدق خامنئي كذب قادته العسكريين، ومنح إدارته المدنية تفويضاً بالتهديد، وهذه من جانبها لم تقصر حتى وصلت إلى وزير الخارجية، بينما غيرهم يعرفون الحقيقة، سواء في الدول الكبرى، التي يهمها أن تكون ممرات التجارة العالمية آمنة، أو في دول الخليج، التي يشكل مضيق هرمز بالنسبة لها عصب الحياة، فهؤلاء جميعاً لديهم قناعة بأن إيران لا تقدر على إغلاق المضيق، ولكنها تستطيع العبث به بالتصريحات، أو بإرسال زوارق، كما فعلت في منتصف الثمانينيات، وهذا بالنسبة لها سيعطل الملاحة في الخليج، ويقلل من حرية تحرك ناقلات النفط، وهو أمر لن يُسكَت عنه، تماماً كما حدث بعد أن استولى أتباعها على اليمن، وعندما نقول لن يُسكَت عنه، فهذا يعني أن سلامة مضيق هرمز وأمن السفن والناقلات، سيكون مقابل أمن إيران وسلامة أراضيها، والخاسر في النهاية، هو نظام الملالي، الذي سيعيش أسود أيامه لو عبث بالمضيق.

Email