استظراف ظريف

ت + ت - الحجم الطبيعي

اسم على مسمى، فهذا المدعو محمد جواد ظريف، والذي يعمل وزيراً للخارجية عند ذلك الشخص الذي تجمعت حوله الألقاب حتى بتنا لا نعرف بماذا نناديه، فهو تارة «آية الله»، وتارة أخرى «الولي الفقيه»، وتارة ثالثة «المرشد الأعلى»، والحمد الله بأنه بعيد جداً عن تلك المسميات، فلا الآية أثمرت، ولا الولاية توثقت، ولا الإرشاد كأن أفضل من دلالة الغراب، فلم يأخذ منه أبناء وطنه غير الفقر والتيه في بلاد الله الواسعة بحثاً عن رزق وأمان واستقرار.

ونعود إلى ظريف خامنئي، فقد وجد فرصة للحديث مع صحيفة ألمانية، والألمان هذه الأيام أصدقاء لإيران، ولا نعرف على ماذا تقوم هذه الصداقة المقتصرة على الحكومة الألمانية وليس الشعب، أو كما قال لنا أحدهم قبل يومين «من الغباء أن نستبدل الذين وقفوا معنا وساهموا في رفع اقتصادنا طوال عقود، من أجل بضع صفقات وهمية مع أناس غير مضمونين مثل نظام إيران»، وكان هذا الشخص من أهل ميونيخ ورجالها، وهو يعرف أن الإمارات كان لها دور في الانتعاش الذي شهدته مدينته ومقاطعة «بافاريا» التي تنتمي إليها.

المهم أن ظريف استغل الفرصة، وأفرغ ما في جوفه كلاماً فيه رائحة عفنة، يكاد الواحد منا أن يشمها إذا قرأ محتوى حديثه، فما قاله لا يمكن أن يصدر عن شخص يمثل دولة تواجه العواصف والأعاصير من كل اتجاه، ومن في وضعه كان عليه أن يكون أكثر أدباً، فلا يستوي أن يكون «مستجدياً» و«متعنتراً» في نفس الوقت، فأوروبا هي الورقة الأخيرة التي لم تسقط بعد عن إيران، وحتى نكون أكثر دقة دعونا نقول بعض أوروبا، وهو وكل طقم نظام الملالي يستجدون موقفاً مسانداً لإيران في مواجهة العقوبات بعد أقل من شهرين، ولم يخجل من إطلاق عبارات أكبر منه ومن نظامه وبلاده، والأفضل أن نورد بعض ما قال نصاً «على أوروبا أن تحبط العقوبات الأميركية على إيران، وأن تعاقب الشركات الأوروبية التي انسحبت من بلاده استجابة للعقوبات، محذراً الأوروبيين بتحمل أي تبعات أو ردود من إيران في حال لم يتمكنوا من التصدي للعقوبات الأميركية على بلاده، وسيكون رفع مستوى تخصيب اليورانيوم بين الخيارات المطروحة».

بصراحة، تخيلت محمد جواد ظريف بعد ذلك الكلام وهو يحمل سيفاً من خشب ويلوح به في فاصل مسرحي كوميدي، فهو يحاول أن يستظرف، خاصة عندما أكمل حديثه بأن «منع واشنطن طهران من تصدير نفطها سيخلق ظروفاً مختلفة تتجاوز التهديد بإغلاق مضيق هرمز»، وربما كان هو أول من ضحك على ذلك الكلام، لأنه يعرف جيداً بأن مضيق هرمز لن يغلق.

Email