نظام جبان

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتجنب إيران الظهور المباشر في الأحداث العبثية التي ترتكبها، منذ 1979، وهي تستخدم وكلاءها من الخونة في بعض البلاد العربية والإسلامية، ولا تتردد أبداً في التنصل من مسؤوليتها عن تلك الأفعال والتبرؤ من المنفذين، ولا يمنعها الضمير الميت من التخلص قتلاً من كل الأشخاص الذين استخدمتهم في تنفيذ مؤامراتها، ومن أسعَفَه الحظ اختفى من الوجود بعد نقله سراً إلى الأراضي الإيرانية، وطمست هويته.

في لبنان الثمانينيات كانت إيران تبحث عن كتلة شيعية تأتمر بأمرها، ولم تجد تجاوباً من حركة أمل التي أسسها موسى الصدر، رجل الدين الأقوى، بعد إعلانه وقوفه مع الفقراء والمستضعفين في السبعينيات، وكان أهل جنوب لبنان يومها أصحاب مواقف وطنية وعربية مشهودة، وكذلك الضاحية الجنوبية لبيروت، وفجأة ظهر حزب يسمى نفسه «حزب الله» بقيادات غير معروفة، وأتباع لم يكن لهم وجود، وتحالفات مشبوهة بدأت بضرب حركة أمل الشيعية، وانتهت بتنصيب نفسه ممثلاً للمذهب بعد أن اختار أسماء محترمة كواجهة، ثم تخلص منها، ومن بعدها بدأت عمليات التفجير واغتيال الشخصيات المعارضة في الخارج عبر اتباع ذلك الحزب، ولم يتردد الموالون لإيران من جماعة «نصر الله» لحظة في التخلص من رفاقهم، كما حدث مع عماد مغنية في موقف السيارات الرسمي بدمشق، فقد قتل حتى تموت معه أسرار خطف الطائرات وتفجيرات السفارات في أفريقيا أو الملاهي في الأرجنتين.

وواصلت إيران سياسة العبث عبر الوكلاء في كل أفعالها الإجرامية، وتسترت خلف أسماء وقيادات وهمية، ودفعت العملاء لتنفيذ أطماعها نيابة عنها، ولكن العراق كشفها، وسوريا عرتها، وحزب نصر الله العاشق للأضواء فضحها، ولم يعد نظام الملالي يملك وسائل التخفي، وأصبحت التدخلات مكشوفة، ورغم ذلك يقول مرشد ذلك النظام والولي الفقيه للمغرر بهم إنه يستبعد نشوب حرب عسكرية، وهو يقصد الوضع الحالي المتوتر بين بلاده ودول الجوار والولايات المتحدة وأوروبا، فهو ما زال يعوّل على الحروب بالوكالة، من سوريا إلى اليمن، فالذين خدعهم كثر، والذين أعمتهم المصالح الشخصية أكثر.

نظام الملالي جبان، فهو قد يتكلم، وقد يتآمر، وقد يدفع بعصابات وميليشيات إلى الواجهة، ولكنه لا يتقدم إلى الصفوف الأمامية أبداً، فهو يعرف أن ظهوره العلني يعني نهايته، ومرشده ما زال يظن أنه يعيش في العقود الماضية، ولا يريد أن يفهم أن الوكلاء الذين استخدمهم أصبحوا رهانات خاسرة، وليس هناك من سبيل لإيران إذا أرادت الأمان لنفسها غير توقفها عن العبث في المنطقة ووقف حروبها بالوكالة.

Email