الوقت الضائع

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك خصومة بيننا وبين الوقت الضائع، فنحن لا نحسن استغلال الوقت الأصلي الذي بين أيدينا، وهو وقت طويل، تسعون دقيقة، أي ساعة ونصف الساعة، نلعب ونلعب حتى نجهد أنفسنا، ونلهث وراء الكرة، ونحوز على التصفيق، ونخاف من المرمى الذي يقابلنا، ما إن يراه لاعبونا حتى يصابوا بشيء من الإرباك، كأنهم يرون شبحاً أمامهم، وليس قائمين وعارضة وشبكة وحارساً يقف في النصف، إنهم يهابون الفكرة، لأنهم يذهبون إلى البطولات والكل يقطع فيهم وكأنه مطلوب منه تشريحهم، بينما يشار إلى اللاعبين الأجانب بشكل آخر، يصورونهم وكأنهم وحوش كاسرة، ومع ذلك نصمد، مصر صمدت حتى اللحظات الأخيرة، والمغرب أنهت الوقت الأصلي متعادلة، وكذلك فعلت تونس، ولكن الوقت الضائع وقف لنا بالمرصاد، وقطع الطريق بيننا وبين السعادة في كأس العالم.

نحن لا نريد أن نفوز، المعلقون يصرخون على اللاعبين للحفاظ على التعادل، قمة آمالنا أن نتعادل، حتى نقول إننا حققنا ما لم يحققه غيرنا مع إنجلترا والأورغواي أو إيران، والمحللون المنافقون كانوا ولا يزالون سبباً في رجوعنا إلى الخلف مع كل بطولة، فهم يتحدثون حسب أهوائهم وانتماءاتهم، فالتونسي يحمد الله على أن فريقه كان نداً ولم يخسر بنتيجة كبيرة، والمغربي يدعي أن فريقه خذل بخطأ في الوقت الضائع الذي لو لم يحتسبه الحكم لما فازت إيران، والمصري مثله يلعن الدقيقة الأخيرة، وكلهم يتفقون على أن فرقهم كانت الأفضل لعباً، وهذا غير صحيح، فالمباراة فيها فائز واحد، وهو الذي يسجل أكثر من خصمه، ولم تكن الخسارة في يوم من الأيام عيباً أو عاراً، نحن فقط من لا نقدر الأمور، وفرقنا العربية التي خسرت لم تصعد إلى النهائيات بمنحة من أحد، بل بجهد وعرق وأعصاب وإرهاق وتضحيات، وقد كان الفوز هو وسيلتنا لبلوغ موسكو، فالسعودية هي الدولة العربية الوحيدة التي صعدت من آسيا، وليس هناك من ينكر ذلك، رغم أن الدول العربية تشكل ربع دول آسيا، أما مصر وتونس والمغرب فهي ثلاث دول عربية تمثل إفريقيا، وهناك دولتان أخريان من القارة، وقد وصلت دولنا الثلاث بعد أن أسقطت الكبار، هزمتهم في التصفيات واستحقت أن تكون في موسكو، فإن فازت سنفرح، وإن تعادلت سنتفاءل، وإن خسرت سننتظرها في المباراة القادمة.

للعلم، 31 فريقاً من 32 فريقاً لن يحصلوا على كأس العالم، ومن يريد أن يذرف الدموع فليذرفها.

Email