بين الفاسد والخائن

ت + ت - الحجم الطبيعي

في اليمن شعب عربي أصيل، هو الذي يهمنا، وليس أولئك الذين باعوا ضمائرهم للحزبية والأموال، إنهم قلة، وأغلبهم من حثالة المجتمع، ظنوا أن الفرصة مواتية لهم ليحققوا مكاسب شخصية، فمنهم من بحث عن السلطة، ومنهم من بحث عن المال، فدمر الأول الدولة وشارك في سفك الدماء، وتسلق أكتاف أبناء وطنه حتى يصل إلى قمة بُنيت على الجثث والجماجم، أما الآخر فقد كان ولا يزال همّه جمع الثروات، هو تاجر أزمات يريد وطناً ممزقاً، ودولة صورية بلا أجهزة أمن أو حراسة للحدود والشواطئ، ليهرّب كل ما يُدر عليه مالاً، سواءً كانت بضائع أو أسلحة، لا يلتفت إلى الأجساد التي ستمزقها رصاصات تلك الأسلحة، حتى ولو كانت في الأخير ستستخدم ضده وضد أهله.

وقد سمعت قبل أيام أحدهم وهو يدعي بأنه مع الشرعية وقوات التحالف، لكنه ليس مع انتشار قوات التحالف في المناطق المحررة، وقالها بكل وضوح: «نريد من الإمارات والسعودية أن تحرّرا بلادنا من الحوثي وتقدّما المساعدات في البنية التحتية والكهرباء والماء، وتسحبا قواتهما، نحن سنحمي الحدود والشواطئ من التهريب»!

الفاسدون والمهربون هم الذين لا يريدون يمناً آمناً، وقد التقت أطماعهم بأطماع من غُسلت عقولهم، من يدعون أنهم أصحاب فكر ومنهج ويتدثرون بغطاء ديني انسلت خيوطه، فهؤلاء الإخوان باعوا اليمن منذ سنوات طويلة، منذ أن قبلوا بأن يكون مرشدهم من خارج وطنهم، وأن تكون مرجعيتهم قائمة على إنكار وجود الوطن، فهؤلاء هم الذين يخوضون في دماء الشهداء من أبناء اليمن ودول التحالف ليتربعوا على كراسي السلطة في المناطق المحررة، ويكونوا بدلاء للحوثي، وهم لا يختلفون عن الحوثي، إنهم فئة عنصرية حزبية إقصائية، ترى أنها على حق والجميع على باطل، قتلوا من قبل وسيقتلون من بعد، لا يريدون يمناً واحداً، لهذا هم خائفون من تحرير الساحل الغربي؛ لأنه نهاية الحوثي، ونهاية الحرب، وعودة الاستقرار، وحكومة جديدة تمثل اليمن وليس أحزاب اليمن، يريدون الفوضى التي يجيدون العيش فيها، ومنها يوزعون الغنائم، ويتحالفون مع الشياطين، ويقسمون المصالح، ويعود اليمن من جديد في يد فئة إرهابية تحوّله إلى قاعدة شر تهدد دول الجوار.

لا مكان للإخوان والمرتشين والفاسدين في اليمن، ودول التحالف التي رفضت الحوثي الإيراني سترفض الإخواني الإرهابي، ولن تمكنه من أرض رُويت بدماء أبنائها.

Email