إرضاء شريفة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أضحك نظام قطر العالم كله، وأصبح مادة للتندر بعد بيانه المؤيد للمغرب، فقد كان بياناً سريعاً فيه موقف ووضوح وإدانة صريحة دون أن يكون هناك مُدان!

كلام عائم، يسبح في الهواء، ويحلق بعيداً عن قضية مثارة من دولة شقيقة ضد دولة معتدية وعابثة، هي نفسها السياسة التي رسمها «بن جاسم» وخطط لها «عزمي»، سياسة ذر الرماد في العيون، ورفع العتب، والادعاء بعكس الحقيقة، وكان حرياً بهذا النظام أن يصمت، فهناك كثيرون لم يتكلموا، عجزوا عن النطق، فلم يصدروا بياناً، ولم يواسوا شقيقاً، فلو فعل مثلهم، وبلع لسانه، لعذره الكثيرون، وقالوا إنه لا يريد أن يُغضب الشريفة العفيفة إيران!

بيان قطر يساند المملكة المغربية في مواقفها وإجراءاتها للحفاظ على أمنها واستقرارها ووحدة ترابها، ولم يزد على ذلك، لم يقل لنا ما مناسبة هذا البيان، أو من الذي اتخذت المغرب إجراءً ضده، ولماذا اتُّخذ ذلك الإجراء؟ وقد ظن من كتبه وأجازه أنه يضرب عصفورين بحجر واحد، فهو يسجل موقفاً لإرضاء المغرب كسباً لودّه في قضية المقاطعة، وفي نفس الوقت لا يغضب الحليف في التآمر والعبث بأمن وسلامة البلاد العربية، أراد أن يكسب رضا إيران التي استعان بها ليواجه أشقاءه، ولا يثير حفيظة حزب نصر الله الذي يموله ويخطط معه المؤامرات الكبرى، وأراد أيضاً أن يحافظ على دعمه أولئك المتمردين في الصحراء المغربية، من يسمون «البوليساريو»، الذين اختاروا السلاح وسيلة لتحقيق المطالب، وارتموا في أحضان من لهم أجندات خبيثة ضد المغرب واستقراره.

محاولة التذاكي تلك كانت سقطة جديدة لنظام قطر، وهو يتميز بالسقطات والعثرات في وحل أفعاله، وهذا ما أثار الرأي العام المغربي، وجعله ينادي بضم قطر إلى حلف إيران وحزب الله والبوليساريو، والجزيرة لم تقصر في فضح سادتها، فهي تعلن وبصراحة أنها مع التمرد الصحراوي، سواءً في أخبارها أو برامجها الحوارية، وكذلك أفعال النظام الذي يعتقد أنه يعيش منفرداً على هذا الكوكب، وكان آخرها توفير طائرة تحمل شعار «الطيران القطري» لمن يسمى قائد البوليساريو خلال جولته الإفريقية!

تنكشف أوراق النظام العابث، وتنفضح مؤامراته، وترتد عليه أفعاله، فهو لا يخدع غير نفسه، ولا يتذاكى إلا على شعبه.

Email