صفقة مخزية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تكشفت أسرار تلك الصفقة المخزية بين نظام قطر والإرهابيين في العراق وسوريا وقوات الاحتلال الإيراني.

بعد عام كامل من الإعلان عن «أكياس الأموال النقدية»، التي حاول القطريون تهريبها إلى العراق، ظهرت الحقيقة، فقد حاول كل من ساهم في اقتسام «الفدية» المليارية، أن يتكتم على الأمر.

فالمال كان من نصيب أجنحة متعددة، ترتبط ارتباطاً مباشراً بحكام بغداد، والمقابل، كان الإفراج عن مجموعة من الصيادين القطريين اختطفوا في الأراضي العراقية، ولهذا لم نلتفت كثيراً لذلك الحدث، وتم تجاهله لارتباطه بحياة أبرياء، واعتقدنا جميعاً بأنها كانت قضية ابتزاز لا أكثر، من تجار الحروب.

رغم أن الأحداث اللاحقة، بينت أنها أكبر من ذلك بكثير، فالصفقة تبعتها صفقات طالت بلدات ومناطق سورية، وآلاف من الناس تضرروا، وإرهاب منظم تشاركت قطر مع إيران وتركيا والعراق في تنفيذه، والعالم يتفرج ولا ينطق.

كنا بحاجة إلى «واشنطن بوست»، حتى نكتشف أن ما حدث في أبريل 2017، لم يكن الهدف منه إطلاق مجموعة قطرية كانت في «رحلة قنص»، وأن «صفقة العار»، كانت ضمن المخطط الذي رسمه نظام الحمدين لهذه الأمة، فالصحيفة الأميركية موثوقة، ولا يمكن أن تورط نفسها في وثائق ومعلومات غير مؤكدة لها، ولا يهم من أين حصلت عليها، ولكن ما تضمنته هو المهم.

الخيانة استكملت هناك، خيانة التحالف العربي الذي يواجه التمدد الإيراني في اليمن، فقد كان شرط «سليماني» لإنجاز الصفقة، خروج قطر من التحالف، وقد تم ذلك بعد شهرين، وكان طرداً وليس طوعاً، بعد أن اكتشفت دولنا وجود «خائن» في غرفة العمليات، وتكشف أيضاً تبعية التنظيمات الإرهابية السورية لنظام قطر، فهؤلاء أطلقوا الأسرى الإيرانيين استجابة لطلب قطر، أما الصفقة التي لن تمحى من التاريخ.

فهي تهجير سكان البلدات الأربع السورية، لتغيير التركيبة المذهبية والطائفية التي تسعى إيران لها، آلاف العائلات نقلت بعيداً عن بيوتها ومواطنها الأصلية إلى العراء في مواطن أخرى، وهؤلاء لن ينسوا أن «صفقة العار»، حولتهم إلى لاجئين في وطنهم، ولن تنسى سوريا المعرضة للتقسيم، تلاعب نظام صبياني عابث بمقدراتها، ومع كل يوم يستمر فيه الاحتلال الإيراني لأرض سورية، ستتذكر الأمة أن مليارات الحمدين مزقت سوريا.

Email