وسنبقى متفائلين

ت + ت - الحجم الطبيعي

لن تستطيع القمة العربية وسط الأجواء الملبدة بالغيوم والضباب أن تجتمع على كلمة واحدة.

هذه، وللأسف، حقيقة واقعنا بعد أن تقاذفتنا أمواج المصالح والأطماع والأهواء، فنحن منقسمون إلى عدة فرق، اعترفنا أو وضعنا رؤوسنا في التراب، وكل فرقة سلمت أمرها إلى غيرها، وقبلت بأن يكون سوارها قيداً أجنبياً يشل حركتها.

ومع ذلك، علينا أن لا نترك التشاؤم يسيطر علينا، ونفقد الأمل، ولا نترجى خيراً، فاجتماع القادة العرب بحد ذاته دعوة للتفاؤل، وفرصة لإذابة الجليد بين كثير من الدول، ومناسبة لتصفية النفوس، أما القضايا الشائكة، وخاصة تلك المزمنة، فهي، كما نرى، يتصرف فيها غيرنا، وسوريا أمامكم، وهي الدولة الوحيدة التي يوضع لها كرسي وعلم واسم دون أن يمثلها أحد منذ سبع سنوات.

ومع ذلك لا نستطيع أن نتخذ قراراً موحداً بحقها، فهناك دول عربية تؤيد وتساند نظام بشار الأسد، وهناك دول أخرى ما زالت تعتقد أن سوريا تمثل العروبة والصمود في وجه الأعداء، بينما البقية ترى ذلك النظام سبباً في مآسي الشعب السوري، وأنه قَبِل بالاحتلال الأجنبي لبلاده مقابل استمراره في الحكم.

ذلك مثال حي على تدهور أوضاعنا، فإذا عدّدنا الجوانب المظلمة الأخرى سنصاب بالإحباط، ونفقد كل أمل في إصلاح أحوال الأمة، وهذا ما لا نريده، فدعونا نترك نافذة صغيرة يمر عبرها ضوء حتى نعتقد بأن إشراقة جديدة آتية في الطريق.

فنحن أمة لا تيأس، وبالمقابل لا تهزم، ولا عيب في أن تتعثر، لسنة أو اثنتين أو عشر أو عشرين، ومن يَعُدْ إلى الوراء قليلاً، ودعونا نختار أربعينيات القرن الماضي، فقد يُصَبْ بالهلع، ففي ذلك الزمان، أي قبل 60 عاماً، كان الظلام حالكاً.

وكانت جيوش الغزاة تحتل وتقتل وتشرّد وتستعبد وتنهب، من المحيط إلى الخليج، ومن يقارن اليوم بذلك الأمس سيعرف الفرق الذي صنعه أبناء الأمة، لهذا لن تحمل القمة وزر ما يحدث، بل نتفاءل بلقاء القادة حتى لو اكتفوا بالسلام والكلام، فرغم المآسي ما زلنا نجد الغالبية العربية متماسكة، وتعمل على إعادة اللحمة للجسد الواحد، ويكفي أن يكون سلمان العزم رئيساً ومضيفاً للقمة حتى نتفاءل.

 

Email