المتاجرة بفلسطين

ت + ت - الحجم الطبيعي

فلسطين قضية القضايا، هي مفتاح الحرب والسلام في المنطقة وما يحيط بها، هي بداية الأزمات ونهايتها، فإن كان الاستقرار مطلباً، على الذين يطلبونه أن يلتفتوا نحو فلسطين أولاً.

الإرهاب تدثر برداء القضية الفلسطينية فاستدرج الأتباع، ونظام «الملالي» الإيراني العنصري رفع «يافطة» القدس فخدع كل «الرعاع» الجاهلين، وأنظمة الفساد وقهر الشعوب في البلاد العربية استخدمت اسم فلسطين شعاراً حتى تدوس على صدور الناس.

الذين ذهبوا إلى أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي عادوا بتنظيمات وخلايا وتفجيرات وصلت إلى نيويورك بنفس الحجة والادعاء، وكذلك فعل من غزا الكويت، اختلفت عنده الرؤية وتعطلت البوصلة، فاتجه جنوباً، بينما الأراضي المحتلة تقع في الغرب، وفيلق الولي الفقيه المسمى باسم القدس يقتل المسلمين حسب الهوية والانتماء المذهبي ولا يقترب من حدود فلسطين.

لقد تاجروا بالقضية في تثبيت سلطتهم، أو في انتشار أفكارهم، أيام المقاومة ودعوات التحرير، ومازالوا يتاجرون بها عند طلب السلام، وكأن الجميع أصبحوا أوصياء عليها، الكل يبيع ويشتري، وهم لا يملكون حقوقاً عليها، ابتداء من الرئيس الأميركي الذي يظن أنه يملك حق وهب القدس لإسرائيل، إلى رواد «تويتر» الذين يظنون أن تغريدة أو مقطع فيديو ستحدث فارقاً، فهؤلاء يستهينون بالقضية الفلسطينية، ويحاولون أن يتجاوزوا التاريخ، والحقوق، فالقدس ليست خاضعة لقرار رئيس الولايات المتحدة، وقبول المحتل الغاصب لا تنتجه لقاءات شبابية أو تصريحات واستضافات لرموز إسرائيلية بوسائل إعلام عربية، هناك أسباب نراها يومياً في بناء المستوطنات وهدم البيوت ومصادرة الأراضي واستخدام العنف والاعتقالات التي طالت الأطفال، وهناك شعب أخذ ما لا يملك من شعب سُلب ما يملك.

السلام تصنعه إرادة صادقة، والطريق إليه لا يحتاج إلى بحث، والأيادي لا تتصافح قبل أن تغسل من الدم والاستبداد.

Email