أباطرة الموت

ت + ت - الحجم الطبيعي

ثلاث إمبراطوريات عفا عليها الزمان تريد أن تسترجع أمجادها في سوريا.

بعد كل هذه المذابح التي ترونها لن تعود للفرس هيمنة على الامتدادات المجاورة كما كانت أيام كسرى.

ولن تعود روسيا إلى زمان الاتحاد السوفييتي وهو يبتلع دولاً ويقضي على حكومات رفضت أن تكون شيوعية.

ولن تسترجع تركيا إرث العثمانيين، فذلك عهد قد كان وولى قبل مائة عام، ومن اكتوى أجدادهم بنار «البشوات» لن يقبلوا بتكرار المأساة معهم.

مذابح الغوطة وعفرين جزء من اتفاقيات اقتسام سوريا بين الدول الثلاث، وليست رداً على قصف بضعة قذائف على دمشق، ولا علاقة لها بتسلل المعارضة التركية الكردية، إنها بعض تفاصيل بنود القمة الثلاثية بين بوتين وروحاني وأردوغان في «سوتشي»، ولا تستغربوا إن خرجت القمة القادمة في شهر أبريل بإعلان رسمي يحدد مناطق نفوذ كل دولة.

قلنا ذلك قبل عدة أشهر، ونكرره اليوم، فالحرب في سوريا ليست بين معارضة وحكومة شرعية، وليست بين سنة وشيعة، وليست بين عرب وأكراد، وليست بين تنظيمات إرهابية وجيوش رافضة لفكرها، إنها كما قال مسؤول عسكري روسي فرصة سانحة لإعادة روسيا إلى الواجهة الدولية، وبيئة مناسبة لتجربة الأسلحة الجديدة ومن ثم تسويقها، بخلاف الحضور الدائم على شواطئ البحر الأبيض المتوسط.

وإيران تريد أن تخرج باعتراف دولي بأنها لاعب رئيسي في شؤون المنطقة ومصيرها، وفي الطريق تنشر فكراً خمينياً تظن أنه الوسيلة الأنسب لبلاد المسلمين، فهو يجعل وليها الفقيه مرجعاً، وحرسها الثوري حاكماً، وجزء من سوريا سيربط حلم الأباطرة الجدد في طهران بالواقع.

وتركيا يمزقها الانتماء العثماني الذي يغرس كل لحظة في أذهان الشعب، والانتماء الإخواني الذي يتبناه الحزب الحاكم، وكما قال محلل تركي، مساء أمس: «إن الحكومة والرئيس بحاجة إلى نصر في «عفرين» قبل الانتخابات».

Email