هناك تجد سلمان

ت + ت - الحجم الطبيعي

صاحب الحق يقف عنده ولا يتزحزح قيد أنملة. وصاحب الباطل يراوغ ويخادع ويقفز فوق الواقع، ناثراً الرماد، معتقداً بأنه سيخفي الحقيقة.

نحن أهل حق، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في موقفها المعلن والصريح كشفت حجم الشر الذي مثلته قطر على مدى السنين الماضية ضد أمنها واستقرارها وسلامة أراضيها، وقدمنا بدل الحجة مئة حجة، وكشفنا الأدلة واحداً تلو الآخر، ولم نمارس غير حقنا في حماية أوطاننا، براً وبحراً وجواً، ولم نمس سيادة المؤذي، لم نقترب من أرضه أو حقه أو خصوصيته، فقط دافعنا عن سيادتنا.

وفي المقابل كان لأهل الباطل رأي آخر، فاندفعوا نحو الأعداء، مثبتين خيانتهم العهود، وجلبوا جيوشاً وبوارج وحرساً إرهابياً إلى الدوحة، ثم تباكوا، استعاروا «اللطم» من حلفائهم، ولطموا وهم يذرفون الدمع على سيادتهم، وأطلقوا كل أشكال الأكاذيب.

وحاولوا أن يقفزوا فوق الحقيقة الراسخة، ظنوا أنهم بشيء من الصراخ والعويل والاستعانة بالتنظيمات الإرهابية الموالية سيغيرون موقف الحزم والحسم، وفشلوا، ولم يصدقهم حتى الذين تراكضوا نحوهم يطلبون منهم العون، وكابروا حتى وجدوا الفرصة سانحة في موعد القمة الخليجية السنوية، قفزوا فوق الأزمة، ولعبوا على العواطف، واعتقدوا بأنهم نجحوا.

قادتنا مع استمرار مجلس التعاون الخليجي، لهذا وافقوا على عقد القمة حفاظاً عليه، ولم يطرحوا شروطاً، فالشروط طرحت قبل عدة أشهر، ولكن المتلاعب أبى إلا أن يواصل هوايته، ولم يقدر أمير الكويت وجهوده في احتواء الأزمة، ولم يحترم الخطوة المتقدمة للدول الثلاث، وبلع وعوده، وتناسى تلميحاته، وذهب إلى الكويت خالي الوفاض، فنسف آخر الوساطات، وأضاع آخر فرصه في العودة إلى الحضن الخليجي الذي لن يضره شيء إذا نقص مجلسه عضواً من الأعضاء الستة.

قادتنا قالوا دون أن يتحدثوا، كلنا سمعناهم في القمة وهم الذين لم يتواجدوا هناك، قالوا «إن القضايا الوطنية ليست محلاً للمساومة، وإن التلاعب بأمننا غير مسموح، وإن أنصاف الحلول غير مقبولة»، ولم يقدموا لتميم جهاز تحديد المواقع، فالدرب واضح، وعلى كل طائرة في المنطقة برنامج يحدد اتجاه القبلة، ومن أراد حلاً فليتجه نحو القبلة، فهناك سيجد صاحب الحل والعقد، سلمان الملك والأب.

 

Email