الوفـــاء للأوفيـــاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

نقرأ الفاتحة على أرواح الذين صدقوا الوعد، شهدائنا الأبرار، نقف لهم بشموخ وفخر واعتزاز، في يوم الوفاء للأوفياء.

اليوم، يوم الشهيد، وغداً يوم الوطن، وبالأمس كان يوماً مشهوداً لجيل يتربى تحت أنظار قيادة آلت على نفسها حفظ كل حبة تراب من طمع الطامعين، جيل تحصنه خدمة وطنية لحماية برنا وبحرنا وجونا.

في حفل تخريج الدفعة الثامنة للخدمة الوطنية مساء الثلاثاء، ومعها الدورة السادسة للإناث، كان منظر الخريجين والخريجات يملأ القلوب فرحاً، ويزيد النفس ثقة، والقائد يمر من أمامهم، فإذا بنا جميعاً نعود إلى الوراء 26 عاماً، ذكرنا مذيع الحفل بذلك اليوم في عام 1991، والأب المؤسس والباني يتفقد قواتنا المسلحة العائدة من حرب تحرير الكويت، ومن شهد ذلك اليوم استعاد الصورة، وجمعها بهذه الصورة التي يعيش لحظتها، محمد بن زايد كان هناك وها هو هنا قائد يسير بنا نحو العلى، وهو الذي استشرف المستقبل منذ تلك السنين، وبنى جيشاً نفاخر به الأمم، جيشاً يصون الوطن، ويحمي المكتسبات، ويردع العدوان، وينمي روح العطاء، ويقوي روابط الانتماء، وهو القدوة لكل شبابنا، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، جمع كل الصفات التي يطلبها اليوم في شباب الوطن، وقدم كل التضحيات حتى تولى قيادة قواتنا المسلحة، وانتقل بها هذه النقلة التي رأيناها في الميدان.

هذا وطن جامع، يحتضن الصغير والكبير، الرجل والمرأة، الحي ومن كان في ذمة الله، يضع كل يوم لبنة تضاف إلى الأساس الراسخ الذي قامت عليه الدولة، من يوم اتحادنا في 2 ديسمبر 1971 وحتى بعد غد حيث اليوم الوطني السادس والأربعون، مسيرة متصلة مر عليها الآباء المؤسسون، الرجال الذين تعاهدوا على المصير الواحد، فتجمعت الإرادة مع صفاء النوايا والرؤية الثاقبة، وسجلت تلك اللحظة في أنصع الصفحات، بل حفرت في قلوب كل الذين ينتمون إلى دولة الإمارات، جيلاً بعد جيل، يدعون لزايد وراشد وإخوانهما الحكام الراحلين بالرحمة وطيب المثوى، ويدعون لكل من حملوا الأمانة من بعدهم، خليفة ومحمد بن راشد ومحمد بن زايد وسلطان وحميد وحمد وسعود بن صقر وسعود بن راشد، بأن يحفظهم الله ويجزيهم خيراً، ويثبت أقدامهم، ويحقق أمانيهم، وينصرهم.

Email