ردع العـدوان

ت + ت - الحجم الطبيعي

لسنا بحاجة إلى أدلة لنثبت أن إيران تستهدف دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، المؤامرات أصبحت واضحة، فهذه وثائق العلاقة التي كانت تربط النظام المذهبي الإيراني بتنظيم القاعدة الإرهابي، قد كشفتها الولايات المتحدة عندما أفرجت عن جزء كبير من الأوراق الخاصة بأسامة بن لادن في مخبئه الذي قتل فيه، وتضمنت دعماً مادياً، وأسلحة ومتفجرات لضرب دول الخليج، وملاذاً آمناً بعد قرار «بوش» بإسقاط نظام طالبان والقاعدة من حكم أفغانستان، ورعاية لم تكن سرية لأبناء وزوجات بن لادن وكبار مساعديه، وهناك التصريحات التي يطلقها قادة إيران العسكريون، أسبوعياً هناك أكثر من تصريح، خطيب الجمعة يهدد، وقائد الحرس الثوري يلوح بالصواريخ، وقادة البحرية يتفاخرون بأسطولهم المهيمن على الخليج، وبحر العرب وباب المندب، وصواريخ الحوثي لا يخجلون من الاعتراف علناً بأنها إيرانية.

إرهاب رسمي معلن، وصل إلى حد العدوان العسكري المباشر، كما قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يقابله تجاهل مشبوه غير معلن من الدول الكبرى ومجلس الأمن الدولي ورعاة الاتفاق النووي، وصمت من المنافقين المخادعين الذين يدعون الحياد وتشجيع الحلول السياسية، فأي سياسة هذه عندما يصل صاروخ إيراني تشاركت أطراف معروفة في تهريبه إلى الحوثيين إلى مشارف مدينة الرياض؟ وأي سياسة تلجم الأشقاء، بل تخرسهم؟

كل الذين صمتوا لهم مصالح، وقد لا تكون المصالح مرتبطة دوماً بالدول، فالأفراد في حالات كثيرة تكون لهم مصالح تتعارض مع دولهم، ولا تردعهم «المثاليات» كما يقولون، فالأرقام عندما تكبر، والألوان الخضراء عندما تلمع، تسقط الولاءات، فالسيد ما عاد كبير القوم، الدولار أصبح سيداً وهم عبيد له.

قد نكون وصلنا إلى مرحلة في علاقتنا مع إيران، وأقصد هنا السعودية والإمارات والبحرين ومصر والأردن على وجه الخصوص، ومن بعدهم المشوشون، مرحلة تحتاج إلى إجراءات وخطوات عملية ترد على كل التجاوزات، فيها ردع، وفيها صدمة تهز ذلك النظام المغرور والمتجاوز لكل الأصول، فهم بحاجة لأن يفيقوا ويعرفوا حجمهم، ويعودوا إلى رشدهم، قبل أن يتمادوا في عدوانهم.

Email