خفافيــش إيـــران

ت + ت - الحجم الطبيعي

إيران دولة هشة، مهزوزة، تنفخ نفسها عبر الحملات الدعائية، وتصدق أكاذيبها، وتعتقد فعلاً أنها قوة يجب أن يهابها العالم.

أراد الرئيس الإيراني روحاني، مساء الجمعة، أن يظهر أمام الرأي العام بمظهر الواثق والمتمكن من نفسه، وحاول أن يتصنع ولم يفلح، فمن لا يقول الحقيقة «يلوك» لسانه الكلمات قبل أن ينطقها، فتخرج ضعيفة ومرتجفة، ولم تنفعه شاشة العرض التي أمامه في ضبط وقفته وتعابير وجهه، حتى عندما كان يهدد الولايات المتحدة الأميركية، والعالم كله لم يكن مقتنعاً فهو يعرف قوته، ويعلم جيداً أن كل لعب الأطفال التي أطلقها عبر أفلام تلفزيونية لن تجديه نفعاً، وحتى الاستجداء إن نفعه اليوم مع الأوروبيين لن ينفعه غداً.

لقد أوجعت استراتيجية ترامب الجديدة للتعامل مع إيران نظام الملالي، رغم أنها لم تصل إلى السقف الذي كان متوقعاً، فالرئيس الأميركي لم يلغ الاتفاق النووي، ولم يدرج الحرس الثوري في قائمة المنظمات الإرهابية، ولم يفرض عقوبات جديدة، ولكنه ترك كل الأبواب مفتوحة لقرارات أكثر حسماً للجدل الدائر حول الغطرسة الإيرانية، والخيار الآن بيد «سماسرة» التصريحات، ابتداء من روحاني وانتهاء بولايتي مروراً بصالحي وقاسمي وسليماني وظريف وكل «دهاقنة» النظام، إما العودة إلى العقل والاتزان أو الذهاب بعيداً نحو المجهول.

لقد عملت إيران ومنذ ثلاثة عقود على تمزيق المجتمعات العربية والإسلامية، وتحركت في الظلام، وتسترت خلف فئات مغرر بها في كثير من البلاد، وزرعت بذور الصراعات الطائفية والمذهبية، وهربت السلاح ومعه المخدرات، وهددت أمن واستقرار الدول المجاورة لها، ودفعت أصحاب المعتقدات المذهبية إلى حروب بالنيابة عنها، وتخفت هي وملاليها خلف الدبلوماسية الناعمة، ولكنها انكشفت بعد تدخلها السافر في العراق وسوريا واليمن، ومحاولات العبث بالملاحة في الخليج العربي والبحر الأحمر وبحر العرب، ولم يعد باراك أوباما موجوداً في البيت الأبيض، وأصبحت المواجهة المباشرة هي الخطوة التالية، وهذا ما لا تريده إيران، فهي تخشى المواجهة، وتهاب التحرك في العلن، لمعرفتها بقدراتها، فهي تملك وسائل إطلاق التصريحات، ولا تملك القوة التي يمكن أن تواجه بها الدول الغاضبة من تصرفاتها، إنها دولة هشة ومهزوزة، تعيش في الظلام فقط، تماماً مثل الخفافيش.

Email