قلوبنا مــع أبنـاء كردستـان

ت + ت - الحجم الطبيعي

الشعب الكردي هو الخاسر الأكبر من هذه المسرحية التي يخرجها مسعود برزاني، هو الذي قد يجد نفسه في يوم محصوراً في جباله، ومحاصراً عند كل نقاط حدوده.

كردستان لا تملك مقومات الدولة، فاللغة لن تطعم الناس خبزاً، والزي لن يوفر للأطفال حليباً، والأحلام تتبخر في لحظة، وهم أدرى بذلك، لأنهم لم يتمكنوا من إدارة الإقليم ذاتياً، رغم الشراكة في الدخل مع الحكومة العراقية المركزية، والاستحواذ على إيرادات المنطقة من ثروات نفطية إلى ضرائب وجمارك، وقد اعترض الشعب الكردي عدة مرات ضد رئاسة برزاني وحكومته العائلية، والاستنزاف للموارد بعيداً عن مصلحة ومنفعة الإقليم، وهناك انقسام سياسي.

الدولة لها شروط ومتطلبات، والعناد والمكابرة لا يؤسسان دولة تستحق الحياة، هذا شبه انتحار، فإذا أغلقت الحدود، وأصبح الكردي ممنوعاً من الذهاب إلى أراضي العراق، وتم ترحيل كل الأكراد نحو الدولة التي يريدها برزاني في هذا الوقت، إذا حدث كل ذلك لن تتنفس الدولة الكردية، ولن تجد مأوى للوافدين عليها من رعاياها، ولن يكون لها عمق في أرض دجلة والفرات.

والدولة الكردية القائمة على أسس عرقية ماذا ستفعل بالعرب الذين يقيمون منذ مئات السنين في الأرض التي حددوا أنها تقع ضمن أراضيها؟ وماذا ستفعل بالتركمان والمسيحيين والإزيديين وغيرهم من الأقليات العرقية والدينية؟

سيهجر الجميع لتكون كردستان أرضاً لعرق واحد، وتنتزع ملكياتهم؟ أم سيبادون إذا رفضوا الإذعان إلى الأوامر؟ أم سيكررون المنهج الإسرائيلي باختراع درجات للمواطنة والمعاملة وحق الحياة؟

أي تصور يدور في رأس مسعود برزاني وسط كل هذا الصخب من الجيوش والحروب والنفوس المريضة؟ وأي شكل لدولته يريد؟

ربما هو مستقر على الشكل الإسرائيلي، هذه الإجابة الأقرب إلى الواقع بعد كل التساؤلات التي مرت، وللعلم «آل البرزاني» لهم علاقة متجذرة مع إسرائيل، فالأب «مصطفى البرزاني» الذي كان «ملا» في يوم من الأيام، كان صديقاً ويتلقى دعماً ليتمرد على بغداد ويقود حرب عصابات، وعندما مرض في آخر أيامه كانت إسرائيل اختياره للعلاج، وهناك مات، يرحمه الله، وأعتقد أن العلاقة اليوم أقوى من ذي قبل، والدليل أن كل دول العالم رفضت الاستفتاء الذي يريد أن ينظمه برزاني الابن اليوم ما عدا إسرائيل أيدته وعرضت المساعدة لإتمامه على أكمل وجه.

قلوبنا مع إخوتنا أبناء كردستان، فهم لا يستحقون إلا الخير، وندعو الله أن يحميهم من المتلاعبين بمصيرهم.

Email