تباً للواصف والموصوف

ت + ت - الحجم الطبيعي

هي مضحكة تلك العبارة التي نطق بها ممثل قطر في اجتماع مجلس الجامعة العربية، وتثير السخرية، فذلك الإمعة يعرف أنه منبوذ في ذلك الاجتماع، ولا يملك حجة إن واجهته الدول الأربع بخطايا بلاده، فتم شحنه بدفعات من الكلام المستفز.

وقد تصدى له الرجال وأعطوه درساً في الأدب والأخلاق واحترام الذات في المجالس، فهو لم يتعلم كل ذلك لأنه خريج مدرسة حمد بن جاسم «وزير الوقاحة»، كما أطلق عليه منذ عام 1997، وقد تلوث الذين عملوا معه بفيروسات ذلك المرض حتى أصيبوا به، وأصبحت الوقاحة شرطاً من شروط الترقية وتولي المناصب، وخاصة في وزارة الخارجية.

فمن بعد حمد بن جاسم لم نرَ وزيراً للخارجية أو وزير دولة للشؤون الخارجية يحترم نفسه والآخرين في الاجتماعات العربية والدولية، وهذا الأخير منهم، وقد عكس الصورة النمطية للمسؤول القطري في أول ظهور له، حيث تهرب وزيره المزيف للحقائق خوفاً من الانكشاف، وأرسل «الوجه الجديد» الذي لم يجد وصفاً يصف به إيران فقال إنها «دولة شريفة».


إنها قمة الوقاحة، أن تخدش الآداب العامة على الهواء مباشرة فيها تجاوز يعاقب عليه القانون، فهذا الجاهل يقول إن إيران دولة شريفة، ولا يدري كم من لفظ «مشين» خرج من أفواه الناس لحظة نطقه بهذا الوصف لدولة الملالي الذين باعوا كل شيء منذ أن تمكن الخميني من إيران، فهو القائل عندما اشترى السلاح سراً من إسرائيل ليحارب به العراق: «سأتحالف مع الشيطان حتى أهزم العراق»، وهو نفسه الذي قتل كل الذين أوصلوه إلى عرش الطاووس، هل هذا شريف أسس دولة شريفة؟
من خان دينه ليس شريفاً.
ومن سفك دماء مئات الآلاف ليس شريفاً.
ومن حمل السلاح وحارب المسلمين ليس شريفاً.
ومن داس العهود والمواثيق ليس شريفاً.
ومن أشعل الفتنة المذهبية ليس شريفاً.
ومن فجر المساجد ليس شريفاً.
ومن يمثل طائفة ويقتل الطوائف الأخرى ليس شريفاً.
ومن يروع الناس الآمنين ليس شريفاً.
ومن يستبيح الحرمات ويغتصب النساء ليس شريفاً.
ألا تباً للواصف والموصوف، فالشرف «بعيد عن خشومهم».

Email