صدق الشريف وزيف الملالي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تطاولات إيران على العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، واستخدام متحدث رسمي أقبح الكلمات وأسوأ الأوصاف دون حياء أو خجل أو حتى اعتبار للأعراف الدبلوماسية والسياسية، فقط لأن الملك لم يجامل مثل غيره من قادة بعض الدول العربية. وعندما سئل عن أحداث المنطقة في حديث إعلامي بين الحقيقة، وهي أن إيران تريد أن تفرض هيمنتها على المنطقة، وتمد خط اتصال إلى سوريا ولبنان عبر العراق، وتثير النزاعات.

رد الفعل الإيراني يعبر عن انفعال وعصبية، فهؤلاء الإيرانيون صدقوا أكاذيبهم وألاعيبهم، وظنوا فعلاً أنهم يمسكون بخيوط تحريك الأحداث في المنطقة بعد نجاحهم في شق صفوف العرب، وتقسيم الموقف ضدهم إلى ثلاث مجموعات، الأولى «ضد» والثانية «مع» والثالثة «مائعة»، وقد ظهر ذلك جلياً خلال القمة العربية الأخيرة التي استضافتها الأردن، وكانت إيران تأمل أن يخرج الإعلان الصادر عن القمة خالياً من اسمها، وذلك بعد أن اتفقت منذ فترة مع بعض الدول التي لا يعرف أين تقف في كثير من الأحيان، أو لنقل وبصورة أدق «التي تمسك العصا من النصف» فهي ليست هنا وليست هناك، كان الاتفاق في حال ازدياد الضغط أن تستخدم التسمية التي اخترعت أخيراً لاسم إيران، وهي تسمية «بعض القوى الإقليمية»، وكانت إيران تتوهم أن الأردن سيقف مع «المتأرجحين»، ولم يحدث ذلك، فانقلبت مواقف دولة الملالي تجاه مملكة الأشراف.

قبل القمة كانت إيران تمجد الأردن، وتطلق قصائد «غزل» عبر أجهزتها ومتحدثيها الرسميين، وكان الملك عبد الله الثاني، سليل الأشراف، يمثل رمزاً مقدراً في وسائل إعلامهم، وما حدث خلال الأيام الماضية يعكس حقيقة الإيرانيين، وينسف كل ادعاءاتهم، فلا هم حملة شعلة «آل البيت»، ولا هم حماة دين أو مذهب، بل هم متلاعبون بمشاعر المتمذهبين المخدوعين، وظفوا الدين لخدمة أطماعهم السياسية، واستخدموا «صكوك الغفران» في التعامل مع الأطراف العربية، يمجدون من يتبعهم وينزلونهم منزلة رفيعة، ويتطاولون بالسباب والشتائم على من لا يسير في ركبهم، ويكشف زيف مواقفهم، وهذا يكشف أنهم يحملون راية مزيفة في زمن رديء، بينما الأصل ثابت، والحقيقة واضحة تحت ضوء الشمس، وعبد الله بن الحسين شريف من نسل الأشراف.

Email