ثورة الإرهاب والدمار (1)

ت + ت - الحجم الطبيعي

أسئلة كثيرة تطرح نفسها حول المنطقة وإيران، وما كان سيحدث، وما نحن فيه، لو أن الثورة الإيرانية التي أسقطت الشاه في 1979، سعت إلى تحقيق الأهداف التي أعلنتها في خطب الخميني عبر «الكاسيتات» ووعود القيادات المدنية والسياسية المعارضة، كيف سيكون حال الخليج؟ وكيف سيكون حال الشعب الإيراني؟

كان شاه إيران مصدر قلق لجيرانه، فهو منذ 1968 يطرح نفسه «شرطي الخليج»، فالبريطانيون أعلنوا انسحابهم من المنطقة نهاية 1971، وأراد هو أن يسد الفراغ الناجم عن ذلك الانسحاب، وقام بحملة تسويق في الغرب، وكان هناك من يستحسنها في ذلك الزمان، ولهذا تُرك يبتزّ ويستعرض قوته، ويضع يده على أغلب الجزر الاستراتيجية ليمد حدوده الإقليمية وجرفه القاري.

وسقط الشاه، وتفاءلت أغلبية العرب بالعلاقة المستقبلية بين إيران وجيرانها، وفتحت الأذرع للنظام الجديد، وقوبلت وفود الخميني بالترحيب، وتصورنا أن القضايا المقلقة في طريقها إلى الحل، من الخلاف مع العراق حول الحقوق في شط العرب، إلى الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، إلى ترسيم الحدود البحرية وتعديل اتفاقات حقوق كل دولة في الجرف القاري، وتخيل الجميع خليجاً خالياً من التوتر والأطماع، كل أطرافه يعملون من أجل رفع مستوى شعوبهم في البناء والتطوير من أجل توفير حياة كريمة لهم.

ولم ننتظر طويلاً حتى نكتشف أن الآتي أسوأ من الذي ذهب، وكانت أول صدمة للذين كانوا يأملون خيراً من النظام الذي تدثر بغطاء الوطنية والدين، في تصريحات مبعوث الخميني، وكان صادق قطب زاده هو ذلك المبعوث الذي زار دول الخليج ومنها الإمارات، وكان بيننا من يعتقد أنه جاء ليعلن إعادة طنب الكبرى وطنب الصغرى ويقر بتبعية أبو موسى الكاملة للإمارات، ولكنه لم يفعل، بل ردد مقولة نظام الشاه إن الجزر إيرانية، وبعدها ذهب قطب زاده إلى المجهول، ومعه كل القوى الوطنية، وسيطر الملالي على الثورة التي أكلت قادتها ورموزها، وطرح مشروع «تصدير الثورة»، وبدأت إيران رحلة إثارة الأزمات والحروب لتستنزف الجميع وتصل بنا إلى ما نراه حولنا اليوم.

وللحديث بقية.

Email