القافلة تسير

ت + ت - الحجم الطبيعي

من الواضح أننا نسير في الاتجاه الصحيح نحو إصلاح التعليم، فالمناهج في مدارسنا تعرضت للتشويه خلال فترات ضبابية، استحوذت فيها مجموعات منتمية إلى فكر منحرف أو متغرب على مقدرات تعليمنا فدمروه، ولهذا مازالت بعض بقايا تلك المجموعات تحارب إرادة الإصلاح، وخاصة جماعة الإخوان.

وما قضية نسب النجاح في الدور الأول للثانوية العامة بأبوظبي إلا مثال لمحاولة الإساءة للمنجزات على الساحة التعليمية. فقد استغل الإخوان الموقف العادي جداً، وحولوه إلى قضية كبيرة، ولم يفوتوا الفرصة فعادوا يذكروننا بأيامهم، وهي أيام سوداء.

حيث كانوا هم فقط رجال ونساء التعليم، وكهنتهم من يدرسون ضمن المناهج، وخيراً فعل القائمون على التعليم عندما حددوا ردودهم وتجنبوا الخوض في «شرك» الفكر الإرهابي الذي يعيش على زرع الفتن وتضخيمها.

لقد ترافقت حملة "الإخوان" مع انعقاد الندوة العلمية المتخصصة «محمد بن زايد والتعليم» التي نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.

أرادوا أن يغطوا على نجاح المؤتمر، وفشلوا، لأنهم مازالوا قلة قليلة ليس لها وزن وطني، انكشفت أهدافهم، وتشتت شملهم، ومازالوا يؤكدون بأنهم يوالون تنظيمات خارجية، ويحتمون بدول أجنبية، ومن كانوا كذلك تسقطهم الدولة من حساباتها، ولا يلتفت إليهم الشعب الذي يرى الصورة واضحة أمامه، فالدولة تبني الإنسان والأرض، وهم يدمرون عقل الإنسان ويفسدون في الأرض.

القافلة تسير، وتعليمنا تثبت أركانه ليخرج لنا أجيالاً تعمر الأرض، مادام لدى قادتنا فكر يترجم إلى واقع. فالأمم تبنى بالفكر لا بالشقاق، وإن كان هناك خلل أو خطأ في تطبيق منهج جديد أو أسلوب تدريس يتم تداركه. فالدولة الواثقة لا تتمسك بالأخطاء ولا تدافع عنها، خاصة إذا كانت دولة تنظر إلى المستقبل مثل دولة الإمارات.

فالتصحيح من أهم عوامل النجاح وبلوغ الأهداف المرجوة. أما الإصرار على الخطأ والتمسك به فهذا لا يفعله إلا الفاشل، وعندما نتذكر أيام "الإخوان" في وزارة التربية والتعليم تمر أمامنا صور التعنت والتمسك بالرأي والإصرار على الخطأ، لأنهم كانوا يفعلون ذلك عن قصد، وهدفهم كان فقط تمكين جماعتهم، وقضايا الأوائل والبعثات مازلنا نتذكرها، ولا نترحم على أيامهم وأيامها!!

Email