نهاية الحقبة الضبابية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبح الناس يتمنون أن يصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لأنه سيكون واضحاً في مواقفه وتصرفاته، لن يخون صديقاً، ولن يخذل حليفاً، وسيشير بإصبعه إلى عدوه، ولن يتعامل بوجهين، وسيزيل الالتباس الحاصل نتيجة المراوغة الاوبامية !!

الولايات المتحدة لا يصلح لقيادتها سوى رئيس قوي، وترامب قوي لأنه لم يخف مشاعره، ولم ينافق حتى يصبح رئيساً، وضع عيوبه أمام الجميع، فهو مقتنع بها، هو يراها ميزات يمتاز بها، وحدد أهدافه، تجاه المسلمين واللاتينيين، خاصة المهاجرين من المكسيك، وعندما يفوز ويتربع على عرش السلطة الأكبر والأقوى في العالم ستنقشع كتل الضباب المتجمعة في الأجواء، ضباب مخادع يمنع الرؤية ويغش من لا يغش.

الناس متخوفون من هيلاري كلينتون، خاصة بعد أن أرهقتها الحملات الانتخابية إلى أن انهارت، يظنون أنها لن تقدر على مهام الحكم، فهذه الولايات المتحدة التي تمسك بخيوط الدنيا بين أصابعها، تحرك أساطيلها وعيونها ورجالها في كل بقعة، وفي كل لحظة لها موقف وقرار وإجراء، رئيسها يجب أن يكون متيقظاً، يدير ولا يدار!!

هذا حديث الناس هذا الأيام، رغم أنني مازلت أؤيد هيلاري كلينتون، ولكن كلامهم فيه شيء من المنطق والإقناع، فنحن أهل منطقة الشرق الأوسط الأكثر تأثراً بمزاج وشخصية رئيس الولايات المتحدة الأميركية، ويبدو لي أن نظرة سريعة على واقعنا قد تعطي صورة حقيقية لما آلت إليه الأمور خلال سنوات أوباما، ففي اللحظة التي سيغادرنا فيها سيترك إرثاً ثقيلاً علينا وعلى من سيأتي بعده، لدينا ثلاث أو أربع دول فاشلة، ودولة بلا رئيس، وقوى عدوة تحتل أراضي عربية، ودول مهددة في كل يوم من الجماعات الإرهابية، ولدى الرئيس القادم اتفاقات سرية مع روسيا حول سوريا، وتحالف غير معلن مع قاسم سليماني في العراق، وتأييد لميليشيات مذهبية إجرامية تقتل وتشرد بحسب الهوية، وأمامه تنظيمات إرهابية صنعتها بيئة منافقة غذتها إدارة أوباما!!

«سيصنع ترامب الأعداء، ولكنه لن يخون الأصدقاء» هكذا يقول الناس، وقد يكونوا محقين بعد أن جربوا الحقبة الضبابية مع أوباما !!

Email