تحتار من أي باب تدخل لهذه المباراة العصيبة التي خاضها الأبيض الإماراتي أمام شقيقه الجزائري وتأهل من خلالها إلي المربع الذهبي لكأس العرب بضربات الجزاء.. فقد بدت لنا كأن لها سبعة أبواب!
هل تتفق مثلاً مع من يقول إنها في حد ذاتها إنجاز، لأنها تحققت على حامل اللقب، الذي كان أحد المرشحين الأقوياء جداً للمحافظة على لقبه أم تتفق مع من يقول إن الإنجاز لا يكون إلا باللقب، بعد أن استطعت الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة.. متغلباً على ترسبات وصعوبات شديدة من قبل هذه البطولة وخلالها، ولا سيما في هذه المباراة الأخيرة أمام بطل العرب؟
عموماً أياً كان رأيك فأنت على صواب، فهو في حد ذاته، وبتحدياته، فوز استثنائي كبير ومشهود حتى لو توقفت عنده، وهو أيضاً يعطيك الحق، كل الحق، في أن تطمع للمزيد، فما سوف يأتي لن يكون أشد صعوبة مما فات.
دعونا نتفق على أن هذه المباراة في حد ذاتها تحمل لنا دلالات ومؤشرات إيجابية كثيرة من المفترض أن تكون عوناً أمام المنتخب المغربي في اللقاء القادم وأهمها على الإطلاق أن الرهبة التي صاحبت مجريات الشوط الأول تبددت، فهي كانت حائلاً أمامنا ربما لا إرادياً، ولا مجال لها الآن، لذا فلا نتصور أن يتكرر هذا الشوط المؤلم الذي أصبح للنسيان!
في تقديري هناك ثلاثة تحولات مهمة وراء هذا الفوز الكبير، أولها الهدف الذي دخل مرمانا في الثواني الأولى من الشوط الثاني، فمن بعده حدثت الاستفاقة وزالت الرهبة المصطنعة فتحررنا وعدنا لطبيعتنا، وثانيها هو المدرب كوزمين نفسه الذي شعرنا معه بأنه بلغ المرحلة المطلوبة والتي نريدها، ولا سيما في التشكيلة أو التدخلات خلال المجريات، وثالثها الحارس الصاعد حمد المقبالي وبراعته في مواجهة ضربات الجزاء، ناهيك عن الروح العالية والاستبسال من كل اللاعبين، وقد كان ذلك مطلباً حيوياً متكرراً من جماهير الإمارات.
أشياء كثيرة أخرى لفتت الانتباه في هذه المباراة وهي من بشريات الخير، فقد تخلصنا من رواسب كثيرة أصابتنا في المرحلة السابقة، ويكفي للدلالة ما قاله المدافع كوامي المتهم دائماً: (كنت اشعر بضغوط هائلة) لقد قال ذلك بعد أن سجل هدفاً رائعاً في ضربات الجزاء، كان كافياً لتبخر الضغوط، وكذا كل من كان يشعر بهذه الأحاسيس من باقي اللاعبين.
لا أنسي كلمة قالها معلق المباراة الإماراتي عامر عبدالله مست مشاعر كل من يحب الإمارات: (مبروك ألف مبروك لأهل الإمارات قيادة وشعباً، ومبروك ألف مبروك لكل من يحب الإمارات).. نعم لقد هزت العبارة الأخيرة مشاعر المحبين يا إمارات.