قرعة المونديال وطموحات العرب

بعد أن انتهت قرعة مونديال 2026، التي تقام بأمريكا وكندا والمكسيك مباشرة بدأنا نحن العرب نمارس هوايتنا المعتادة في تصنيف المجموعات الـ 12، والحكم عليها لنعرف أيها أسهل وأصعب لمنتخباتنا العربية الـ7 المشاركة في المونديال من قارتي آسيا وأفريقيا، وعلى الفور أيضاً كثر الحديث عن مجموعة مصر، التي تحمل الرقم 7، وتضم إلى جانبها منتخبات بلجيكا وإيران ونيوزيلندا باعتبارها المجموعة الأسهل، ووصل الأمر إلى حد تهنئة المدرب حسام حسن على إمكانية التأهل لدور الـ 32 وما بعده، وفي الوقت نفسه بدأ الحديث عن الحظ العاثر لمنتخبات أخرى، من بينها منتخب تونس الذي وقع مع هولندا واليابان، وأيضاً السعودية التي وقعت في مجموعة إسبانيا والرأس الأخضر وأورغواي. وما أود قوله ليس في مصادرة رأي الناس، فهذه عادة يمارسها الجميع، ولكن في عدم رؤية الحقيقة من جانب آخر، وهي أننا في الأغلب نكون ضيوفاً على هذه المسابقة العالمية، وسرعان ما نغادر إلا في حالات استثنائية، وفي مقدمتها ما فعله المنتخب المغربي في مونديال 2022 بقطر عندما كسر كل الحواجز، وتمكن في النهاية من إحراز المركز الرابع، الذي رفع سقف الطموحات العربية، غير أننا يجب أن نعترف أن المغرب حالة استثنائية، فهي لا تمارس الاحتراف الخارجي من الباب الواسع فحسب، بل تهتم أيضاً بالأكاديميات في الداخل، لذا لا تستبعدها الترشحات أن تمارس صعودها في مونديال أمريكا رغم وقوعها في مجموعة البرازيل وأسكتلندا.
عموماً يبقى الصعود العربي للمونديال إنجازاً في حد ذاته، ومن يرد أن يفاجئنا بما هو أبعد من ذلك فعليه الاستعداد، واستغلال الفترة المقبلة الاستغلال الأمثل، ولا نطالب أحداً بالطبع ليكون مثل المغرب في مونديال قطر، وإن حدث فسيكون أمراً رائعاً، وإن كنا ما زلنا نتذكر بفخر فوز المنتخب السعودي على الأرجنتين بأداء لا ينسى.
على كل المنتخبات العربية إذن أن تسعد بوجودها في المونديال، وتحاول أن ترتقي حتى لو بصورة استثنائية، وشكراً للمغرب الذي عرف الطريق، ورفع سقف طموحاتنا.