ملحمة فلسطينية

عندما نقول إن المنتخب الفلسطيني هو نجم بطولة كأس العرب حتى الآن؛ فليس في الأمر أي مبالغة ولا شبهة مجاملة، وبالمناسبة هو لم يتألق في مباراتيه بسبب الروح العالية أو القتال أو الإصرار فحسب، بل كان الأداء الفني الجماعي والمهاري لا يقل روعة عن الروح القتالية المعروف بها المنتخب الفلسطيني الذي يحمل لقب «الفدائي» وهو اسم على مسمى.
عندما فاز في مباراته الأولى علي المنتخب القطري المونديالي المرشح وصاحب الضيافة ربما راود البعض أنه حدث استثنائي عارض ربما لا يتكرر كثيراً، فإذا به في مباراته الثانية أمام منتخب تونس المونديالي أيضاً والذي كان هو الآخر أحد المرشحين، إذا به يقدم أداءً ملفتاً وقوياً، ويكفي أنه استطاع أن يعود مرتين، بعد أن تقدم منافسه بهدفين، وهذه العودة المتكررة بهدفين رائعين كانت كافية لتأكيد قدراته الفنية أولاً، وروحه القتالية وإصراره ثانياً.
إنها المعاني التي تحمل أيضاً صفات الشجاعة وعدم اليأس والصمود والتحمل التي يتصف بها أهالي هؤلاء اللاعبين ومحبيهم في غزة الصامدة الصابرة.
الشيء المؤكد أن صدارة منتخب فلسطين لمجموعته وظهوره بهذا المشهد المبهر قد خفف آلام أهل غزة وأفرحهم وأدخل عليهم السعادة وهون عليهم معاناتهم.
وكان جميلاً حقاً أن يسير المنتخب السوري على الدرب نفسه، فبعد فوزه الكبير على تونس في بداية المشوار، إذا به يحقق تعادلاً مثيرًا أشبه بالفوز على المنتخب القطري، ويشارك شقيقه الفلسطيني في الصدارة بالرصيد نفسه «4 نقاط».
وهكذا تلوح فرصة التأهل للأدوار النهائية للمنتخبين، ومعلوم أن التعادل في مباراة الأحد التي تجمع بينهما في الجولة الثالثة والأخيرة تكفيهما للصعود معاً وتبعد المنافسين الموندياليين!