العمر مجرد رقم

كان فوز منتخب البرتغال ببطولة دوري أمم أوروبا هو الحدث الأكثر إثارة عالمياً، ليس فقط لأنه المنتخب الوحيد الذي أحرز هذه البطولة الكبيرة مرتين، وليس فقط لأنه تحقق على المنتخب الإسباني حامل اللقب، بل بسبب وجود كريستيانو رونالدو في الملعب بعد أن تجاوز الأربعين من العمر، وإذا كان مجرد وجوده مع منتخب بلاده كافياً لجلب المتابعة والمتعة للجماهير والمشاهدين من البرتغال أو من خارجها، فإن كريستيانو يزداد إعجاباً من الناس بسبب كل ما يفعله وهو في هذه السن المتقدمة.

لقد أثبت لنا هذا اللاعب غير العادي مرة أخرى مقولة «العمر مجرد رقم». نعم هو مجرد رقم، لا سيما مع هذه النوعية من البشر، فليس من السهل أن تحافظ على نفسك وسط كل هذه الهالة من المغريات التي تحيط بك وبحياتك، وكل هذه الضجة وهذا الصخب التي تحدثه الشهرة الطاغية.

شكراً لرونالدو الذي يقدم النموذج للآخرين، فلولا الالتزام والانضباط والقدرة على كبح جماح النفس لما كان كل هذا المجد، وكل هذا التألق في الملعب، فهو الذي أعطى للموهبة بريقاً وجعل منه أسطورة حقيقية، وحالة متفردة، ونموذجاً حياً لكل من يريد، ليس فقط في مجال كرة القدم بل في كل مناحي الحياة.

كلمة أخيرة

هذا بالطبع لا يقلل من روعة دور بقية زملائه ولا مدربه ولا الجماهير المساندة والمستمتعة، لكن رونالدو يطغى، ولعلك شاهدت بعد الفوز بالكأس، أن الفرحة للوطن، كانت تعادل الفرحة بشخص واحد اسمه كريستيانو رونالدو.