عاد من بوابة بطل

كان من الإنصاف أن نعود لفريق الشارقة، لننصفه بعد أن قسا على نفسه في الفترة الماضية، فقسونا عليه. اليوم، اختلف الأمر بعد أن عاد لصورته المعتادة، والعودة كانت من بوابة بطل، فما أجملها من عودة، عاد منتصراً من جدة، من حصن النادي الأهلي السعودي الحصين، عاد منتصراً رغم أهازيج الجماهير.

ورغم مشهدهم المهيب، ورغم أن الرهبة منهم مشروعة، نعم، عاد الشارقة من ملعب بطل آسيا، الذي لم يهزم. إنه الانتصار الذي يرد الروح، بعد أن غابت لفترة طويلة وحيرت الناس. لقد كسر فريق الشارقة السلسلة الأهلاوية المنيعة، التي استمرت لأكثر من 21 مباراة دون هزيمة.

«النمر» المدرب الوطني عبد المجيد النمر صبر ونال، فقد تعرض لحملة تشكيك مبكرة، بعد أن نال هزيمة قاسية في الدوري المحلي مع أول مباراة، وعلى الرغم من أنه كان شيئاً محبطاً وقاسياً إلا أنه وضع يده على نحو السرعة على الجرح الغائر، وكان يعلم علم اليقين بأنه إذا أراد أن يعود فلتكن العودة كبيرة على حساب فريق كبير، وقد كان.

وإذا كنا نبارك للشارقة عودته بعد أن كان قد وصل لطريق مسدود، ولأن الحديث عن المشهد الآسيوي، الذي شهد في نفس اليوم تألق شباب الأهلي وفوزه بهدفين على فريق الغرافة القطري، ليصل إلى فوزه الثالث والنقطة العاشرة، التي أعتقد أنها كافية جداً للانتقال للأدوار النهائية لهذه البطولة القارية الصعبة، شباب الأهلي في هذه المباراة يستعيد قوته المشهور بها، القوة التفاعلية الديناميكية، التي تربك أي منافس، وتدلل على أن هذا الفريق له علامة مميزة، وطابع خاص جداً في الأداء لا يشبه غيره.

إنه المشهد نفسه، الذي كان عليه في الموسم الماضي، فحقق من خلاله أربعة ألقاب قياسية. لا شك في أن استمرار هذا المشهد لا بد أن يشغل الجميع داخل القلعة الحمراء، فهو وحده القادر على منافسة أقوياء النخبة الآسيوية، وهو وحده القادر على حصد مزيد من الألقاب المحلية، التي اعتادت عليها، وأدمنتها جماهير الفرسان.