اسمحوا لي قبل الحديث عن منتخب الإمارات الوطني أن أرسل تهنئتين: الأولى بعيد الأضحى المبارك، أعاده الله على الأمتين العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات، والثانية أخص بها نشامى الأردن ببلوغهم نهائيات كأس العالم، لأول مرة في تاريخه، وهو صعود مونديالي مستحق، ففي السنوات الماضية أظهر المنتخب الأردني تطوراً ملحوظاً، والأهم تلك الروح الوطنية الوثابة، التي تجلت في البسالة والقتال والشراسة في كل المباريات دونما استثناء، ويكفيه فخراً أنه أصبح أول المنتخبات العربية الصاعدة للمونديال، وقبل أن تنتهي المنافسات بمباراة، ليكون لقاؤه الأخير ضد شقيقه العراقي بمثابة احتفالية جماهيرية.

وبالمناسبة فهناك تهنئة ثالثة أرسل بها بشكل شخصي للمنتخب الفلسطيني، الذي يكافح حتى المباراة الأخيرة رغم معاناته، والجميل في الأمر أنه أبقى لنفسه فرصة المنافسة على الدخول في ملحق الفرصة الثانية، وهذا شيء ليس بالهين، بل يعد من المفاجآت السارة، التي تحسب لهذا المنتخب الذي يطارد أحلامه بنفس اليقين، الذي يفعله أهله في الداخل من تحت الركام ومن أجل الحياة.

وعندما نتوجه لمنتخب الإمارات، الذي ضاعت منه فرصة الصعود المباشر، التي تمكن منها أولاً المنتخب الإيراني بسهولة، وانتزعها مؤخراً المنتخب الأوزبكي وسط أفراح عارمة بتعادله مع منتخبنا بلا أهداف، وقد كان ذلك كافياً له، ليحقق حلمه لأول مرة هو الآخر كما المنتخب الأردني، ليس أمامنا الآن سوى مواصلة المشوار بعد دخولنا «معركة الملحق»، وأقول معركة، لأنها بالفعل ستكون كذلك.